السؤال
أريد المساعدة أنا من النوع الذي إذا آذاني أحد لا أسامحه أبدا ولا أنسى الإساءة لكنني لا أرد الإساءة بالإساءة، بل أصبر وأصمت لكنني لا أسامح وأشعر بغليل قوي في قلبي اتجاه الشخص الذي أساء لي إساءة كبيرة، ومنهم حماتي وعمتي وأخت زوجي لا أستطيع مسامحتهم لكني أعامله خير معاملة لدرجة أن حماتي وعمتي شتموني وصمت احتراما لزوجي كما أنهن كانتا تغتاباني في غيابي وكان هذا الكلام يصلني لكني لم أكن أعلق وأتجاهل الأمر أمام الناس لكني أشكو لزوجي فقط وهو متفهم ويعلم أني محقة، فهل أنا مذنبة بما أشعر به اتجاههم وهل الحقد الذي أشعر به ومقابلة المعاملة الحسنة لهم مني تعد نفاقا؟؟
الإجابــة
الخلاصة:
فقد أحسنت في معاملتك من أساؤوا إليك بالحسنى، ولا تؤاخذين على ما في قلبك من عدم الرضى عنهم واستحضار إساءتهم، لكن يجب أن لا تحقدي عليهم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
قال تعالى: وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ {آل عمران:134} ففي هذه الآية مدح الله من صبر فكظم الغيظ، وأثنى على من عفا عن الناس. وقد وفقك الله بالصبر على الأذى وعدم رده بمثله والله يقول: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}
أما أنهن يغتبنك فننصح بألا تصدقي نقلة هذه الآثام، بل اللازم زجرهم ونهيهم عن الإقدام على مثل هذا. ومقابلتك من أساء إليك بالمعاملة الحسنة لا تعد نفاقا بل هو من الأمور المطلوبة شرعا قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34} كما ننصح بعدم الإكثار على زوجك ودوام إخباره بهذه الأمور حتى لا يوغر صدره على أمه، ويفضي هذا إلى العقوق. واحتسبي عند الله أجرك، وزادك الله صبرا وعفوا وكتبك في عباده الصالحين. وراجعي فتوى:29294، 51373، 74817.
والله أعلم.