الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذرت ألا تستعمل موانع الحمل ولم تف بنذرها

السؤال

نذرت نذرا إن رزقني الله بالذرية لن أستعمل موانع الحمل لتكون الولادات متباعدة. فرزقني الله عز وجل ببنت رائعة بعد سنتين من الزواج ثم رزقت بولد بعد سنتين و نصف ثم رزقني الله سبحانه و تعالى بولد آخر بينه وبين أخيه 13 شهرا فتعبت في تربيتهم والظروف اضطرتني لاستعمال وسائل مختلفة حتى لا يحصل حمل آخر وأتمكن من تربية أبنائي خاصة أنني أشتغل مدرسة ثم رزقني الله ببنت بعد 3 سنوات. في خضم معترك الحياة نسيت ما نذرته، اليوم أتألم كثيرا لأنني لم أف بما نذرته فماذا عساي أفعل حتى يعفو الله عني.أعلمكم بأن أبنائي تفوقوا في دراستهم حصلوا على شهادات جامعية وما شاء الله أخلاقهم عالية جدا، لكن ابنتي الكبرى كلما تقدم إليها عريس لم يحصل نصيب والرفض منها و ليس ممن يتقدم إليها إنها مهندسة متخلقة أدت عمرة جميلة و لكن إلى حد الآن لم تجد فيمن يتقدم إليها المواصفات التي تنشدها في زوجها المستقبلي، ألا يكون ذلك بسبب الخطأ الذي ارتكبته أنا أي في عدم وفائي للنذر. أتعذب بسبب ما يحصل لابنتي و ألوم نفسي وأشعر بأنني أستحق هذا العذاب.أرشدوني .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن نذرك بعدم استعمال موانع الحمل هو من قبيل النذر المباح وليس من نذر الطاعة، والنذر المباح لا يلزم فاعله الوفاء به وهو مخير بين الوفاء بالنذر وبين أن يكفر كفارة يمين كما فصلناه في الفتوى رقم: 16155، والفتوى رقم: 1125.

وبما أنك لم تفي بذلك النذر فإنه تلزمك كفارة يمين، ونرجو أن لا إثم عليك في عدم الوفاء بنذرك، وانظري الفتوى رقم: 26595. حول كفارة اليمين.

وأما بخصوص ابنتك فلا علاقة فيما نظن بين عدم الوفاء بالنذر وبين عدم تيسير زواجها، ونسأل الله أن يرزقها زوجا صالحا يكون لها عونا في دينها ودنياها.

وننصحها أن لا تكثر من الاشتراطات التي قد لا توجد مجتمعة في شخص واحد، والشرط الأهم والذي إن وجد فما دونه شروط تكميلية هو الدين والخلق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني