السؤال
مراسلكم شاب تجاوز الثلاثين من عمره، من أسرة ميسورة، ولله الحمد، تعرضت في حياتي الجامعية إلى عثرات كثيرة حتى تمكنت من الحصول على الشهادة الجامعية، وهذا مما أفقدني كثيرا من ثقتي بنفسي، فغلب علي الخجل وحب العزلة، ورافق ذلك ولله الحمد والمنة بداية طلبي للعلم الشرعي بشكل منهجي منذ نحو سبع سنوات, زادت فيها عزلتي نتيجة انشغالي بالطلب لدرجة أثرت على علاقاتي الأسرية، فلم أوفق في حياتي العملية بالشكل المرجو، مع كوني موفقا في حياتي العلمية بشكل ملحوظ، ولله الحمد، وانتبهت فجأة في الآونة الأخيرة إلى تقدم عمري، دون ارتباط، أو حتى محاولة للارتباط، وكلما فكرت جديا في ذلك، أثنتني عن ذلك أمور من أبرزها : ما يعتريني من خجل شديد يجعلني أتردد ألف مرة قبل الإقدام على خطوة كهذه، فضلا عن حبي العزلةَ، فلا أتخيل نفسي زوجا عليه من الواجبات الاجتماعية ما عليه. وقلة خبرتي في التعامل الآخرين نتيجة انشغالي بالطلب، فضلا عن طبيعتي التي جبلت عليها. ونظرة المجتمع إلى الشخص الذي لم يوفق في حياته العملية، مع استخفافهم بمن فرغ نفسه لتحصيل العلم الشرعي، فعندي ولله الحمد تكاليف الزواج، وما يفي بمتطلبات حياة كريمة، ولكني أخشى نظرة الآخرين لي، إن أقدمت على أمر كهذا، وأنا خلو من العمل، في بلد فرص العمل فيها بالنسبة لتخصصي نادرة. فما هي نصائحكم، بارك الله فيكم، في هذه المشكلة المعقدة؟
وقد قمت بتسجيل بياناتي في أحد المواقع الشرعية التي تعنى بتيسير الزواج، وجاءني رد من إحدى الأخوات، بالموافقة فقط دون حدوث أي اتصال بيننا فهذا مما لا تجيزه قوانين الموقع وإنما يتم إرسال الموافقة إلى إدراة الموقع لأخذ بيانات وليها تمهيدا لإتمام الزواج، ولكنه ما زادني إلا حيرة وترددا، فهل ترون الإقدام، بعد التوكل على الله، عز وجل، على إتمام هذا الأمر؟ خاصة أنها قد اطلعت من رسالتي على ظروفي العجيبة، وقبلت بها. أعتذر على الإطالة. وجزاكم الله خيرا.