السؤال
بارك الله فيكم على موقعكم الإيماني هذا وعلى ما تبذلونه من جهود لمساعدة الآخرين ولإعلاء كلمة الحق. أسال الله أن يجزيكم عنا خير الجزاء.
مشكلتي تمس وللأسف عقيدتي. قبل سنتين تقريبا، انخرطت في عمل جديد أثر على التزامي بأداء صلاتي وبمواقيتها. أتوقع أن هذا هو ما سبب مشكلتي مع إنني والحمد لله تبت وبدأت التزم من جديد بالصلاة.
مشكلتي هي: كلما تصيبني مصيبة أو مشكلة، أحزن وأغضب في داخلي وبصورة تلقائية تنتابني فكرة أن من سبب هذه المصيبة أو المشكلة لي هو الله تعالى ثم أبدا بالتفكير بأن الله قد لا يحبني ولهذا السبب ابتلاني بهذه المشكلة أو تلك. على سبيل المثال أنا أعاني من التأتأة منذ زمن طويل وكلما أحرج أمام مجموعة من الناس أحزن حزنا شديدا وأبدأ بالتفكير في داخلي: لماذا ابتلاني ربي بهذا المرض المزعج من دون كل معارفي؟ لماذا لا يشفيني منه وأنا أسأله ذلك لأكثر من 10 سنين؟ لماذا...؟
في بعض الأحيان تحصل لي مشكلة في العمل سببها إهمالي فقط، إلا أن الغريب والمضحك في الأمر أن نفس الفكرة تنتابني وأبدأ بالتفكير أن الله تعالى قد سيرني لتحصل لي هذه المشكلة؟
ومما يزيد في مشكلتي هذه أن المصائب والمشاكل التي لدي كثيرة جدا وأكثرها بسبب أنني عراقي مهجر بسبب الحرب في بغداد!
في الحقيقة أنا أحزن على هذه الأفكار السيئة أكثر من حزني على مشاكلي ومصائبي، لأنها تؤثر على إيماني وعى علاقتي بالله عز وجل كثيرا. في بعض الأحيان، أجلس أفكر بهدوء وبعقلانية وأتوصل إلى نتائج طيبة بأن الحياة فيها الحلو وفيها المر وما هي إلا طريق للآخرة وان الله عز وجل يبتلينا أحيانا ليختبر إيماننا وليطهرنا من الذنوب وأن هناك من البشر ومن المؤمنين ممن ابتلوا بمصائب أكبر بكثير من مصائبي إلا أنهم صابرون. ألا أنني وبعد مرور فترة أنسى كل ذلك وتنتابني نفس الأفكار السيئة من جديد.
هل أن أيماني قليل جدا لهذا الحد؟ كيف أتجاوز هذه الأفكار؟ لي صديق ابتلي بمصيبة كبيرة جدا إلا أنه يقول والأيمان يملأ وجهه: الحمد لله... إنا لله وإنا إليه راجعون. كم أتمنى أن أصبح مثله!
أرجوكم أن تساعدوني في حل مشكلتي هذه؟