الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يغفر لك ما مضى من ذنوبك, وأن يكفر سيئاتك, ويقيل عثراتك, وأن يثبتك على طريق التوبة.
واعلم أخي أن الله حرم مقدمات الزنا من اللمسة والنظرة والخلوة وغير ذلك, ويزداد الإثم جرماً والأمر خطورة إذا كانت هذه الآثام مع إحدى المحارم، إذ كيف يأتي البلاء ممن يؤمن جانبه، وكيف يفتح باب الشر من كان مكلفاً بإغلاقه، فيتحول الحارس المفترض أن يكون أميناً إلى خائن أثيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وإنا ننصحك أخي بجملة من النصائح :
أولا: أن تثبت على طريق التوبة وأن تعلم أن الله غفور رحيم يقبل التوبة ويقيل العثرة, يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
قال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.
وأن تكثر مع ذلك من الأعمال الصالحة, فإن الحسنات يذهبن السيئات, قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ{هود:114}.
ثانيا: أن تكثر من الصوم خاصة فإنه يقطع الشهوة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع، فعليه بالصوم فإنه له وجاء .
ثالثا: أن تحرص على البعد عن أختك وألا تنظر لها إلا في أضيق الحدود, وألا تختلي بها مهما كانت الظروف، وهذا إن كنت لا تزال تشعر في نفسك بميل إليها أو تخشى من ذلك.
رابعا: أن تحرص على الزواج ما امتهدت السبل إلى ذلك, لكي تحصن فرجك وتكف نفسك عن الحرام.
خامسا: أن تحافظ على أدب الاستئذان فلا تدخل على أحد من محارمك أو غيرهن إلا بعد أن تستأذن ويؤذن لك بالدخول, قال سبحانه: وَإِذَا بلغ الأَطْفَالُ مِنْكمُ الحلم فَليستأذِنوا كَمَا استأذَنَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يبينُ الله لكم آيَاتِهِ وَالله عَلِيم حَكِيم. {النور/59}،
ونبشرك أن الندم إنما هو علامة من علامات التوبة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الندم توبة. أخرجه أحمد وغيره وصححه الألباني.
وأما الانتحار فليس هو الحل.
وللفائدة راجع الفتويين: 29514, 38842, 52037 , 10397
والله أعلم.