السؤال
في عصر كثرت فيه الفتن والشهوات تعرفت على فتاة منذ أكثر من ستة أشهر ونويت الزواج منها إن شاء الله عرفتني على أسرتها لأنها تعلم أني أنوي خيرا وأبدوا موافقتهم مقدما، مشكلتي هي أن والدي موافق على ارتباطي وزواجي من الفتاة وفي هذه السن (27سنة) لكن أمي ترفض كل شيء ولو لمناقشة الموضوع بطواعية. أحيطكم علما أننا نميل إلى بعضنا وقد وجدت ضالتي في هذه الفتاة. وقد نويت إن شاء الله التقدم لخطبة الفتاة رسميا بعد شهرين رغم أن والدي موافق وأمي رافضة للموضوع حتى الآن. فهل يجوز لي شرعا التقدم لخطبتها برفقة والدي ورضاه وعدم موافقة الوالدة هداها الله؟ فقد عزمت على الزواج حتى لا أقع في الخطيئة أكثر مما وقعت فيه سالفا عسى أن تكون إكمالا للتوبة .
أخبروني جزاكم الله خيرا ما أفعل؟ فالموضوع يشكل لي عائقا معي والفتاة ولا أريد أن يصل أهل الفتاة لأني لم أخبرها عن رفض والدتي لأن السبب غير مقنع بالمرة، ألا وهو لازلت شابا وعلي أن أعيش حياتي الخاصة أكثر وأنا لا أستطيع فعل ذلك لأنه في هذا الزمان لن يسير بي إلا للتهلكة لأني والحمد لله من أسرة ميسورة والحمد لله ولي دخلي وعملي. أنتظر جوابكم بفارغ الصبر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يحق لأمك أن تمنعك من الزواج خصوصا وأنت تخشى الوقوع في الحرام لا سيما وأنك ميسور الحال وقادر على القيام بمؤن النكاح، وهي بموقفها هذا تمنعك من امتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. متفق عليه.
ومع أن طاعة الأم واجبة وبرها فرض عليك إلا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فعليك أولا أن تحاول إقناعها بهذا الأمر، فإن لم تستجب فاستعن عليها ببعض أرحامها أو صديقاتها ممن لهم عندها وجاهة، فإن لم تستجب فأقدم على الزواج من تلك الفتاة طالما كانت صاحبة دين وخلق، ولا يضرك مخالفة أمك وليس هذا من باب العقوق، خصوصا أن ما تعلقت به من أسباب ليس مقنعا، بل هذه الأسباب حجة لك عليها ؛ لأن كونك شابا يلزمك المسارعة إلى الزواج لما علم بالعقل والحس والمشاهدة من تسلط الشهوة على الشاب أكثر من غيره، وانظر كيف خص الرسول بدعوته الشباب فقال: يا معشر الشباب ! من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فليس معنى هذا أن غير الشاب لا يتزوج ولكنه خص الشباب لما علم من تسلط الشهوة على الشباب أكثر من غيرهم.
ولكن عليك في كل الأحوال أن تعامل أمك بالبر والإحسان وخفض الجناح والطاعة فحقها عليك عظيم، ثم عليك أن تجتهد في استرضائها بكل سبيل سواء قبل الزواج أو بعده. وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 65093، 26708.
والله أعلم.