السؤال
ما حكم فتاة أحبت رجلا قد وعدها بالزواج، وقال لها إنها زوجته أمام الله، والتقت به فى شقة عدة مرات، ومارسا كل أركان الحياة الزوجية ما عدا إدخال العضو الذكري، وبعد ذلك تركها رغم حبه الشديد، وعاد لزوجته التي قد اعتزم طلاقها من أجل تهديده بحرمانه من أولاده؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت تلك الفتاة وذلك الرجل بما أقدما عليه من الآثام، فإن الإسلام لا يقر علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولو كانت بهدف الزواج، وقد وضع الله حدوداً للعلاقة بين الرجل والمرأة، تضمن طهارة المجتمع وصيانة الأعراض، فلم يجعل الله طريقاً للاستمتاع بالمرأة الحرة إلا الزواج، والزواج الشرعي له شروط لا يصح بدونها، منها الولي والشهود والإيجاب والقبول، وما فعله هذا الرجل لم يكن زواجاً شرعياً، وإنما كان عبثاً بالأعراض، وانتهاكاً للحرمات، وقوله إنها زوجته أمام الله هو كلام باطل سخيف، لا يغير من حقيقة هذا المنكر ولا يهون من هذه المعصية.
فما فعلته هذه الفتاة حرام بلا شك وتعد لحدود الله، وليس من الواجب على ذلك الرجل أن يفي بوعده لها بالزواج، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 60429.
والواجب على هذه الفتاة وذلك الرجل التوبة الصادقة، وذلك بالإقلاع عن الذنب وقطع كل علاقة، والندم على ما وقعا فيه، والعزم الصادق على عدم العودة لهذا الذنب، والبعد التام عن مقدماته ودواعيه وعدم مجاراة الشيطان في خطواته، وعليهما أن يسترا على أنفسهما فلا يخبرا أحداً بتلك المعصية، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.
والله أعلم.