السؤال
لم يمض على زواجي سوى شهرين ونصف، ولكن سرعان ما اندلع كم هائل من المشاكل، والسبب هو عائلة خال زوجي الذين يسكنون بجواري، والذي أفقدني أعصابي أنه فضلهم علي، ولا يصدقني بالمرة، ويقلل من احترامي أمامهم.
حتى أنه عزلني عن أهله لأني قلت له بأني أريد تغيير المنزل والابتعاد عن مصدر المشاكل، وزوجي ليس من النوع التقي، فهو لا يحافظ على صلاته، ولا يلقي لي اهتماما، حتى أشعرني بالملل واليأس في بداية الطريق.
أنيروني جازاكم الله خيرا، كيف أتصرف مع هذا الزوج وأحمي حياتي الزوجية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق الحديث في الفتوى رقم: 1061، والفتوى رقم: 44459. عن كيفية العلاقة بين المرأة وزوجها الذي لا يحافظ على الصلاة, وخلاصة الكلام أنه يجب على الزوجة أن تديم نصحه, وأن تذكره بعظم قدر الصلاة في الدين, وأن كثيرا من السلف قد ذهبوا إلى أن من ترك صلاة واحدة بلا عذر حتى خرج وقتها فقد كفر وفارق الإسلام والعياذ بالله, فإن استجاب وإلا فعليها طلب الطلاق منه ومفارقته.
وأما بخصوص أقارب زوجك الذين يسببون لك المتاعب والمشكلات, فلا ندري ما هي هذه المشكلات وما سببها, ولكن على أي حال نقول: الحياة الزوجية مبنية على الاستقلال والخصوصية نظرا لما فيها من طبيعة خاصة، فليس لأي أحد من أهل الزوج أو الزوجة أو غيره أن يتدخل في خصوصياتهما، ولا أن ينصب نفسه وصيا عليهما – طالما كانا بالغين راشدين – فإن هذا أوسع الأبواب للفساد, وأقصر الطرق لتفكك الأسر وذهابها, وهذا معلوم بالتجربة والمشاهدة, ولا يجوز لزوجك أن يفضل خاله وأسرته عليك تفضيلا يخل بحقوقك ويضيعها فأنت أولى به وأقرب إليه منهم, ولا يجوز له أن يهينك أمامهم فهذا لا يجوز فإن الشريعة أمرت الرجل أن يعاشر زوجته بالمعروف, وأوصت بالنساء خيرا، فمن عامل زوجته بالإهانة والانتقاص فقد فرط فيما أوجبه الله عليه, وارتكب الإثم والحرام.
أما بخصوص أقارب زوجك هؤلاء.. فإنا نوصيك بالصبر عليهم والتغاضي عن زلاتهم وهفواتهم، فهذا بلاء قد ابتليت به وعليك أن تصبري, وقد قال سبحانه: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا {الفرقان : 20}.
ولكن إن ضاق بك الأمر واشتد إيذاؤهم لك وأصابك الضر بسببهم, فيمكنك حينئذ أن تعتزليهم وتقصري التعامل معهم على القدر الضروري الذي تتحقق به الصلة وتندفع به المشاكل, قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
والله أعلم.