السؤال
أعاني من صد أهل زوجي معنا، ومع ذلك صبرت ولمدة عشر سنوات، والآن وصل الأمر لنظرة دونية إلينا، بسبب أن مستواهم المعيشي تحسن نتيجة الطفرة الاقتصادية، ونتيجة أننا نحمل جنسية غير جنسيتهم، فهم مواطنون ونحن بالتسمية العنصرية أجانب، وأصبحت أفكر وبجد بالابتعاد عنهم؛ لأن هذا الأمر أصبح يسبب لي أزمة نفسية قاسية، ويزداد عندي الضغط والمعاناة، فأنا إنسانة بسيطة وأحب العيش بطريقة بسيطة من غير عقد، لأنني أتعب ويسبب لي ألما نفسيا، ووصلت لدرجة أشعر أني لست بالإمكان أن أصبر أكثر، وما كان صبري إلا خوفا من الله، ولكن الآن أشعر بأني وصلت إلى نقطة وإلى وضع الاختناق، ليس لدي أي مانع من التواصل معهم، وأحرص أكثر من زوجي أن يتواصل معهم، ويبر أمه وأهله، ولكن نظرتهم الدونية أصبحت تقتلني، خاصة أنني إنسانة جامعية وأعمل، فهل أكون آثمة إن توقفت أنا وأطفالي عن زيارتهم بسبب ما أصبحت أعانيه نفسياً، أم أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان يلحقك ضرر من زيارة أهل زوجك فلا يلزمك زيارتهم ولا تأثمين بتركها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. ولكن لا يجوز لك منع أولادك من زيارتهم، لما في ذلك من قطيعة الرحم، والواجب تربية الأولاد على صلة الرحم وحسن الخلق.
وننبه إلى أنه من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها، إحسانها إلى أهله، وتجاوزها عن زلاتهم وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، فذلك من حسن الخلق الذي يثقل في الموازين يوم القيامة، كما أنه مما يزيد من محبة الزوج واحترامه لزوجته، كما أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة... فقد حثنا الله على ذلك حتى مع بعض الأعداء، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}، كما أن العفو يزيد العبد عزاً وكرامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا. كما أن العفو سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}.
والله أعلم.