السؤال
شاب عمري 18سنة معجب جدا ببنت خالي وهي أكبر مني بسنة وأريد الزواج منها مستقبلا ولا أستطيع نسيانها، في كل وقت معي، ولا أستطيع المذاكرة أريد محادثتها دائما-أحببتها والله يعلم- لم أرها منذ 5 سنوات ولما شاهدتها بعد ذلك لا أعرف ماذا حدث لي فهي في بلدة وأنا في محافظة أخرى ولا أراها ولا تراني. فهل أصارح أحدا بذلك ؟ وهل أصارحها؟ أم ماذا أفعل ؟ ولا أستطيع أن أتكلم مع أحد في هذا الموضوع.
أرجوكم لا أريد إلا نصائح حتى أعيش مطمئن النفس هادئ البال لأني أحس أني أعيش معقدا لأني لا أدرى أهي لي أم لغيري؟ هذا ما يؤرقني دائما وأريد التخلص مما أنا فيه، وأحس أني تائه، هذا كل ما أخبركم به، فابحثوا وأفيدوني بل أنقذوني فلا أحد يشعر بى وهذا أيضا مما يحزنني ويجعلني في ضيق شديد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمجرد التعلق القلبي بين شاب وفتاة، لا يلام الإنسان عليه، إذا لم يكن قد سعى في أسبابه بالأمور المحرمة كالخلوة وإطلاق البصر والكلام بغير حاجة، ونحو ذلك، ولم يتجاوز حد الاعتدال حتى يؤدي إلى التفريط في الواجبات والوقوع في المحرمات، وعلاجه حينئذ يكون بالزواج الشرعي، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
وإذا لم يكن الزواج متيسرا لعدم قدرة الشاب على الزواج أو لرفض الفتاة، فإن عليه أن يزيل من قلبه هذا التعلق، وهذا هو الذي ننصحك به ريثما يتيسر لك الزواج بها، ولا سيما وأن تعلقك بهذه الفتاة قد أدى بك إلى التفريط في المذاكرة، وكما أنك في مرحلة عمرية لها خطرها في حياة الإنسان، ففي تلك المرحلة يكون الشاب في أعظم مراحل النشاط الذهني والبدني والعاطفي، وتلك طاقة هائلة ونعمة من الله ينبغي أن توظف فيما ينفع الإنسان في دينه ودنياه.
فإذا أحسن الإنسان توظيف هذه الطاقة، فإن ذلك يكون سببا في صلاح أمره ورفعة شأنه وسعادته في الدنيا والآخرة، وأما إذا أهمل واستجاب لغرور الشيطان ومطامع الهوى ودواعي الكسل والخمول، فإنه يحرم الخير الكثير، ويندم حيث لا ينفع الندم، فسوف يسأل الإنسان عن تلك المرحلة من عمره يوم القيامة، فعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟ . رواه الترمذي وصححه الألباني.
فالذي ننصحك به أنك إذا كنت تقدر على الزواج فتقدم لخطبتها من وليها، وأما إذا كنت غير قادر على الزواج، فلا تصرح لهذه الفتاة أو لغيرها بذلك، وعليك أن تجتهد في إزالة تعلق قلبك بها، وذلك يسير بإذن الله، لمن كان حريصا على مرضاة ربه، وذلك بالتزام حدود الشرع، والبعد عن كل ما يثير هذه العواطف، وعدم التمادي مع تلك الخواطر والأفكار، مع الحرص على أن تشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، وتقوي صلتك بربك بالمحافظة على الصلاة في المساجد، وحضور مجالس العلم والذكر، ومصاحبة الأخيار الذين يعينون على الطاعة، مع الاستعانة بالله وكثرة الذكر والدعاء.
وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 17886.
والله أعلم.