الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلع النقاب لأجل الرزق.. وهم كبير

السؤال

أنا طالبة في كلية الهندسة، وأريد أن ألبس النقاب لكن أخاف أن ألبسه وبعد ذلك أخلعه بحكم طبيعة دراستنا العملية، وأيضا لأن المعروف أن فرص العمل تكاد تكون منعدمة للمنتقبه وكثيرين قالوا لي لا تتسرعي في لبسه لأنه سوف تواجهك عقبات كثيرة وساعتها تضطري لخلعه، لكن أنا فعلاً عندي رغبه شديدة في ارتدائه وخاصة أني في كلية مشتركة، وألاحظ أني ألفت نظر عدد ليس بالقليل من الشباب، لا يعني ذلك أني جميلة ولكني ألاحظ ذلك، وأخشى أن أكون أتحمل ذنب أني كشفت وجهي للذي ينظر إليه، ينظر بحرية، وأتمنى أن ألبس النقاب اقتداء بأمهات المؤمنين، فهل فكرة العمل وأنني لن أعمل بالنقاب فكرة تجعلني أتراجع عن ذلك، فأرجو الإفادة؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النقاب واجب متحتم على المرأة لا يجوز تركه على الراجح من أقوال أهل العلم، وقد ذكرنا الأدلة على ذلك مفصلة في الفتوى رقم: 5224.

وعلى ذلك فلا يجوز لك التواني ولا التسويف في تغطية الوجه والكفين، ولا تلتفتي إلى كلام هؤلاء الذين لو عظم وقار الله في قلوبهم لما قالوا ما قالوا، فإنا لا ندري ما هي العقبات التي يتحدث عنها هؤلاء، وهل فوات عرض دنيوي زائل، أو فوات وظيفة من الوظائف يصلح عذراً في ارتكاب ما حرم الله، وترك أوامره سبحانه.

فأعرضي عنهم وعن كلامهم، وبادري إلى امتثال أوامر الله سبحانه، فإنه لا اختيار للمرء معها، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا. {الأحزاب:36}.

وثقي أن الله سبحانه هو الرزاق ذو القوة المتين، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو الذي يرزق العصاة والكافرين، فكيف يضيع عباده المؤمنين الذين آثروه وآثروا مرضاته!! وهو القائل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ. {الأعراف:96}، وقال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ* وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. {الطلاق:2-3}، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. {الطلاق:4}.

ولا تجزعي من أمر الرزق فإنه يطلب صاحبه كما يطلبه أجله، وأن نفساً لن تموت حتى تستوعب رزقها، كما جاء في الحديث: إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم والطبراني والبزار، وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني