السؤال
هل يجوز أن يمازح الأصدقاء بعضهم بعضا بالإشارة فقط إلي الجماع مع زوجاتهم وليس بألفاظ صريحه مثل:يا بختك بكره الخميس. شكلك تعبان شكلها إمبارح كانت ليلة. مما إتزوجت وإنت ماشي هلكان خف علي نفسك شويه. وما شابه ذلك، مع أني لا أقبل بهذا الفعل ولم أتزوج بعد، ولكن زملائي في العمل دائما ما يفعلون ذلك وهم متزوجون، وكثيراً ما أقول لهم هذا الكلام لا ينبغي لما يسبب من إحراج وإشارة إلي علاقة خاصة مع زوجتك، ويقولون لي ليس فيها إثم، ويتحججون بأنهم لم يذكروا تفاصيل العلاقه بل الإشارة إليها فقط وأن هذا ليس حراما، فماذا ترون في هذا هل هو حرام أم مكروه أم حلال؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الأمر في حدود ما ذكرت ولم يتعد ذلك إلى التصريح بالعلاقة الخاصة بين المرء وزوجه، أو إفشاء ما يكون بينهما فهو مكروه لما فيه من اللغو والإخلال بالمروءة، قال النووي رحمه الله:
فأما مجرد ذكر الجماع فإن لم تكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه لأنه خلاف المروءة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. انتهى كلامه.
ولكن المكروه بل والمباح قد يقترن بهما من الأحوال ما يلحقهما بالمحرم، ولذا فلو كان هناك من يتأذى بهذا الكلام أو أدى هذا الكلام إلى التوسع فيه وكان ذريعة إلى التصريح بما لا يجوز التصريح به فحينئذ يمنع منه، مع التنبيه على قاعدة هامة يغفل عنها كثير من الناس وهي أن المكروه بالجزء ممنوع بالكل، بمعنى أن الشيء المكروه إذا حصلت المداومة عليه بحيث صار ملازماً للشخص فإن هذا يلحقه بالمحرم الممنوع، قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات:
إذا كان الفعل مكروها بالجزء كان ممنوعاً بالكل، كاللعب بالشطرنج والنرد بغير مقامرة، وسماع الغناء المكروه، فإن مثل هذه الأشياء إذا وقعت على غير مداومة، لم تقدح في العدالة، فإن داوم عليها قدحت في عدالته. انتهى كلامه.
ولذا فإنا وإن قلنا بالكراهة فإن ذلك مقيد بما إذا حصل الفينة بعد الفينة ولم يداوم عليه صاحبه ويدمنه وإلا منع منه.
والله أعلم.