السؤال
بعد مشاكل كثيرة تعرضت لها في حياتي في مصر، استقرت حياتي في إحدى الدول، نويت الزواج من هذه الدولة ليكون لي فيها أهل، عرضت الموضوع على زوجتي بتدرج فوافقت، واختارت هي الفتاة التي أرغب فيها، وهي صديقة حميمة لها، تقدمت لأهلها وافق أبوها ورحب، رفض إخوانها بشدة لأنني مصري، ولم ينظروا للمكانة العلمية ولا الاجتماعية ولا الأخلاق ولا غيره فقط لأني مصري.
دخلت البنت في مضايقات شديدة، حاول إخوانها تزويجها لرجل مسن متزوج للخلاص منها رفضت بشدة، تقدم لها شاب معروف بنهمه على الخمر وافقوا، رفضت بشدة، هددوا أنهم سيكتبون عليها دون علمها وكانوا بالفعل يرتبون لذلك لكنها كلمتهم بشدة لو فعلوا ستقاضيهم .استقر الوضع هكذا مدة من الزمن.
في هذا الضغط والمعاناة اقترحت زوجتي أن تذهب البنت لمصر وأتزوجها هناك على شرع الله تخليصاً لها من هذا الجحيم، استفتينا بجواز ذلك فأفتينا من خلال إحدى المؤسسات الموثوق بها بجواز ذلك في حالتنا هذه، لكنني ما قبلت وهي ما قبلت حتى لا نضر بأبيها والرجل مغلوب على أمره، وهي لم تفضل ذلك لأنها تحب رعاية أبويها المسنين فلا يرعاهما غيرها حتى لو دخلا مستشفى لا يسأل عنهما أحد، وهي دائماً تقول هم يعملون مع أبيهم هكذا، فكيف سيتعاملون معي!
مضت سبع سنوات منذ بداية هذه الحكاية ونحن ننتظر أن تتيسر الأمور، حاولت أن أبتعد عنها مرات كثيرة ؛ عسى أن يتقدم لها أحد وترضي به لكن لم يحدث ودائماً ترفض من يتقدم، بعدت فترة مرضت مرضاً نفسياً أصابها بتعب في أذنها، عاودت الاتصال بها فخفف ذلك عنها وبرئت من تعبها النفسي أما أذنها فكما هي.
انتقلت من هذه الدولة وفتحت شركة في دولة أخرى، لكنني ما تركت زيارتها والاطمئنان عليها ، رغم أنني أعز أباها وأمها إلا أنني أنتظر وقت عدم وجودهما لأتزوجها، رغم عدم تمني موتهما والله لأنني أعزهما لكنها مشاعر متناقضة متداخلة وهي كذلك.
لقاءاتنا لا تخلو من حرام، فمجرد اللقاء أعرف أنه حرام، وكلام الحب معها أعرف أنه حرام، حتى سلامي عليها ووضع يدها في يدي أعرف أنه حرام. قاومت ذلك مرات ومرات لكن دون جدوى، صراع نفسي بين الالتزام وبين الإحساس الرهيب بظلمي لها ورغبتي الشديدة أن تعيش مثل بنات الدنيا، صراعات كثيراً ما تورث القلق والتعب النفسي بداخلي.
والسؤال الآن: زواجي بها بالطريق العادي ممنوع منعاً باتا من قبل إخوانها، بعد سبع سنوات انتظار وقد جاوزت هي الثلاثين من عمرها. هل يجوز أن تكون هي ولية نفسها أو أن تولي غيرها- من غير أهلها- إتمام عقد الزواج بيننا على أنها ستكون في بيت أهلها ترعي والديها المسنين إلى أن يأذن الله بجمعنا بمصر؟ على أنني أنوي ألا أدخل بها- الجماع- إلا في بيتنا، لاعتبار عدم علم أهلها ورفع حرج الحمل وغيره عنها.