السؤال
أريد أن أسأل عن شيء: لدي عم يمارس اللواط، أنا لم أره ولكن الناس كلهم يصفونه بذلك، ولقد حدث شيء ما أكد ذلك هو أن لدي أخا عمره 23 سنة، و إني أعرفه بصدقه حيث إنه أتى ذات يوم إلى زوجي وأخبره بأن ذلك وقع في اليوم الذي بات فيه عند عمي، وأخبره بأنه عند ما كان عنده وضع شريطا إباحيا ثم قام إليه ليمارس معه اللواط و لكن أخي رفض. فأخبرني زوجي وأنا قمت بإخبار أهلي خوفا أن تتكرر المسألة مع أحد آخر من العائلة وليأخذوا حذرهم منه، ولكنه عندما علم-عمي- بذلك كذبه بل اتهم أخي بأنه كان قد أخرج أخي من الشرطة لأنهم ضبطوه مع رجل يمارس اللواط وهو أخرجه بمنصبه. والآن لا أعرف ماذا أفعل هل أخبر أخي بهذا أم أسكت لأني خائفة أن أقع في النميمة؟ علما أن عمي ليس لديه دائما سوى الكذب، فلقد أخبر عن أخي كل العائلة و لم يبق سوى أهلي لم يعلموا بذلك فأفيدوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز المسارعة في اتهام عمك بهذه التهمة الشنيعة لمجرد كلام الناس وإشاعاتهم دون أن يكون لك حجة بينة على فعله هذا, لأن اتهامه بدون بينة يعتبر من القذف المحرم , وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 97927.
وأيضا فإن ما يشيعه عمك عن أخيك من اتهام بهذه التهمة حرام, فينبغي لك أن تنصحي له وتعلميه أن الخوض في عرض ابن أخيه واتهامه بفعل الفاحشة والتشهير به بين الناس لا يجوز، فإن لم يستجب لك في هذا فيمكنك أن تعلمي بذلك من يستطيع التأثير عليه وكفه عن هذا الباطل, ولكنا لا نرى أن تخبري أخاك بذلك لأنه سيترتب على ذلك ضرر بالغ أدناه تأذي أخيك واستيائه من ذلك, ومن أجل هذا استحب أهل العلم أن يكتم الناس عن الشخص ما يقال عنه من سوء إذا لم يكن للإخبار فائدة, مستدلين على ذلك بقصة أم المؤمنين عائشة وما حصل لها من اتهامها – ظلما وبهتانا - بالشر من قبل بعض الناس فلم يخبرها أحد بذلك حتى علمت به قدرا من أم مسطح.
جاء في شرح النووي على مسلم: يستحب أن يستر عن الإنسان ما يقال فيه اذا لم يكن في ذكره فائدة كما كتموا عن عائشة رضي الله عنها هذا الأمر شهرا ولم تسمع بعد ذلك إلا بعارض عرض وهو قول أم مسطح تعس مسطح. انتهى.
والله أعلم