الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الامتناع عن طلاق الزوجة حتى تتنازل عن حضانة الولد

السؤال

زوجتي تقيم في أوروبا، وقد تعذر علي اللحاق بها، لدينا طفل في الثانية من عمره، طال بعدنا عن بعض، وهي تعيش هناك وحدها، أهلها كلهم في الجزائر، طلبت منها أن نعيش في الجزائر لكنها رفضت بحجة أننا اتفقنا على العيش هناك قبل عقد النكاح، وأن ظروفي أنا هي التي تغيرت.
الآن المشكلة أنها ستطلب الطلاق، وإن فعلت سأفقد ابني، ولا يتسنى لي رؤيته من حين إلى حين بسبب البعد، وكذا تعقيدات الحصول على تأشيرة ذلك البلد.
سؤالي: هل لها حق حضانة الولد في ذلك البلد (النرويج) وأبوه في الجزائر، مع العلم أنها تشتغل بينما تضع الولد في دار حضانة نرويجية، وماذا سيتعلم في هذه الروضة؟ وهل لي الحق في التمسك بعدم طلاقها بشرط أن يكون ابني معي في الجزائر أو أن تنتظر حتى أتمكن من اللحاق بابني؟ وما نصيحتكم لها علما أنه بسببها وعدم وقوفها معي لم يتسن لي اللحاق، لا هي تريد أن ترجع إلى الجزائر ولا أرادتني بجنبها هناك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن نصيحتنا لزوجتك أن تتقي الله سبحانه، وتطيع زوجها في المعروف، وعليها أن تعلم أن إقامتها في بلاد الكفر الأصل فيه عدم الجواز لما فيه من الفتنة في الدين وضياع الأخلاق على ما بيناه في الفتوى رقم:2007.

حتى وإن كانت قد اشترطت ذلك على زوجها فإنه لا يلزمه الوفاء بهذا الشرط نظرا لمخالفته الشرع.

وإنا لا ننصحك بالتعجل في طلاقها، بل عليك بمواصلة النصح لها وتذكيرها بخطر الإقامة في هذه البلاد، ثم ذكرها بحق الله عليها وحقك كزوج، فإن أصرت على ذلك فلا حرج عليك في طلاقها، وحينئذ يسقط حقها شرعا في حضانة الطفل، وتصير حضانته لك على ما بيناه في الفتويين التاليتين: 123083، 67319.

فإن لم يمكنك أخذ ابنك إلا بعضلها والامتناع عن طلاقها حتى تتنازل لك عن حضانته فلا حرج عليك في ذلك، بل قد يتعين عليك إذا لم يمكن تخليص الولد وإنقاذه من تلك البيئة إلا بذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني