السؤال
توفيت زوجتي وقد كان بيننا برود في العلاقة، ولكنني حاولت ألا أظلمها طول فترة زواجنا فوفرت لها متطلبات الحياة ولم أهنها ولم أضربها وكانت علاقتي طيبة مع أهلها, إلا أنها كانت متألمة جداً من طبيعة علاقتنا الصامتة وكنت لا أستطيع أن أبادلها المشاعر حيث إنني كنت أصلاً لا أريد أن أكمل الزواج ولكن قدر الله. فهل علي إثم في ذلك وفي تسببي بحزنها، علما أنني سأقوم إن شاء الله بتوكيل شخص للحج عنها وسأقوم إن شاء الله بإخراج صدقات عنها كمساهمة في بناء مسجد، والتضحية عنها في العيد بالإضافة إلى وصل أبويها وإكرامهما؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أمر الله سبحانه الأزواج بمعاشرة زوجاتهم بالمعروف كما قال سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. {النساء:19}، ويشمل ذلك إكرامهن وإلانة الكلام لهن، وبذل حقوقهن كاملة وترك إيذائهن والإساءة إليهن.
قال ابن كثير في تفسيره للآية السابقة: أي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. انتهى.
وعلى ذلك فإن كان نفورك من زوجتك لم يمنعك من توفية حقوقها من مسكن ومطعم وفراش ونحو ذلك، ولم يحملك على ظلمها أو الإساءة إليها فنرجو ألا يكون عليك من ذلك حرج لأن الأمور القلبية من الحب والبغض بيد الله وحده لا يملكها الإنسان لنفسه. ومع ذلك فإن هذا الذي تنوي فعله من الإحجاج عنها والوقف لها والصدقة عنها والإحسان إلى والديها لا شك أنه من أعمال البر والخير ومن الوفاء لها.
والله أعلم.