السؤال
هل الزوج الذي يقوم بتجاهل زوجته ـ تماما ـ أثناء وجود الخلاف ولا يتحدث معها يأثم أم لا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أوجب الله سبحانه على الرجل معاشرة زوجته بالمعروف فقال سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.
ومن المعاشرة بالمعروف أن يستمع الرجل لزوجته وأن يناقشها فيما يخص حياتهما، لا سيما عند وجود خلاف أو شقاق، فإن هذا من أسباب التغلب على مثل هذه الخلافات. وعليه، فلا يجوز للزوج أن يتجاهل زوجته عند حدوث خلاف، وأحرى أنه لا يجوز له أن يهجرها دون سبب معتبر شرعا.
لكن بعض الناس يفضلون التزام الصمت أو مغادرة المكان أثناء الخلاف خصوصا إذا غضب، لأن هذه المجالس يحضرها الشيطان وقد يتفوه الإنسان ـ حينئذ ـ بما يغضب الله ويورثه الندم وحينئذ يكون السكوت هو الأولى إلى أن تسكن فورة الغضب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا غضبت فاسكت. قال الألباني: صحيح لغيره.
وجاء في صحيح البخاري عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال: أين ابن عمك؟ قالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لإنسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب.
جاء في فتح الباري: قال ابن بطال: وفيه أن أهل الفضل قد يقع بين الكبير منهم وبين زوجته ما طبع عليه البشر من الغضب، وقد يدعوه ذلك إلى الخروج من بيته ولا يعاب عليه، قلت: ويحتمل أن يكون سبب خروج علي خشية أن يبدو منه في حالة الغضب ما لا يليق بجناب فاطمة ـ رضي الله عنهما ـ فحسم مادة الكلام بذلك إلى أن تسكن فورة الغضب من كل منهما. انتهى.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني