السؤال
أنا شاب مسلم أبلغ من العمر 29 سنة، خطبت فتاة مسلمة ذات دين وخلق ـ لمدة تزيد عن السنة ـ من أهلها وكنا قد اتفقنا على كل كبيرة وصغيرة وحصل بيننا انسجام ـ حب واحترام في حدود ما يرضي الله ـ لا يتصور وفي أحد الأيام شاءت الأقدار أن أتصل بها هاتفيا وبدون سبب، لكي أخبرها بأنني سألغي الخطوبة قائلا لها ـ إن تقدم أحد لخطبتك فتوكلي على الله ـ طبعا كان وقع الخبر عليها قويا ولا يقاوم ـ كما علمت فيما بعد ـ وأنتم تعلمون أنه ليس من السهل أن تفارق من تحب خصوصا إذا تخلى عنك هو.
مرت 6 أشهر وكنت ذات يوم جالسا فتذكرت ما فعلت وأحسست بالذنب ـ ولو أن الخطوبة وعد بالزواج ليس إلا ـ وكأن غطاء كان موضوعا على عيني وقد أزيل ـ أسأل الله السلامة من شر الحساد ومن شر ما خلق ـ ففكرت في أن أصلح الخطأ وأتدارك الموقف.
وما هي إلا ساعة حتى دخلت على النت، فسألتها ـ بعد الاعتذار ـ فإذا بي أفاجأ بأنها مخطوبة لغيري، كان وقع الصدمة علي قويا وأحسست بالذنب من جديد، خصوصا وأنها على دين وخلق عاليين، وكل ما بحثت عنه وجدته فيها إضافة إلى الانسجام ـ الحب والاحترام اللذين حصلى بيننا.
سألتها إن كانت مازالت على استعداد للارتباط بي فأكدت لي أنها تريد ذلك برغبة إلا أن الأمور ليست بيدها الآن وتخشى أن يعاقبها الله إن هي ظلمت خطيبها بفسخها الخطبة، خصوصا وأنه لم يصدر منه ما يستعدي ذلك، فحاولت جاهدا أن أفهمها أن الخطبة وعد بالزواج ليس إلا، وعليه، فيجوز لأي من الطرفين أن يفسخها ـ حتى بدون علة ـ مادام العقد لم يقع وهو لا يعتبر ظالما له مادام ليس له حق عليه بعد، وأن له الحق في أن يتزوج ممن يريد ولاحق لأحد في أن يجبره ـ حتى والديه ـ دون أن أطلب منها شيئا حتى لا أكون أنانيا ولا أبدأ الحلال بالحرام ـ إن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه ـ وإذ قال المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ولا يبع على بيع أخيه إلا بإذنه.
صححه الألباني.
فإنه ليس من حقي أن أتقدم لخطبتها في الوقت الراهن، لكنه صلى الله عليه وسلم قال: النكاح للمتحابين أولى.
وعليه، فالأولى أن تتزوج بي ـ ما دمنا متحابين في الله ـ وهذا ما يزيد من أمالي، فقد قررت أن أطلب منكم الفتوى عسى أن تتفهم أن من حقها أن تفسخ الخطوبة وتحاول أن تتدارك الموقف قبل فوات الأوان.