الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتمنى الطلاق ويتخيل دائما أنه انفصل عن زوجته

السؤال

أنا متزوج من عدة أشهر ومريض بالوسواس القهري، و أتمنى الطلاق لكن لا أستطيع لأسباب معينة. فهل بهذا التمني يمكن القول إن كل كناية عن الطلاق تعتبر طلاقا أم ماذا؟ ودائما أتخيل في رأسي أنني أتشاجر مع زوجتي فتقول لي إنني سأذهب إلى بيت أهلي فأقول بصوت لا يسمعه غيري إذا كنت تريدين فاذهبي، وكل هذا مع نفسي. فهل يعبتر طلاقا مع وجود أمنية الانفصال وأنا دائما متردد. فهل هذا يعتبر حديث نفس وما معنى حديث النفس بالله عليكم فهل حديث النفس هو عبارة عن ما يجول في خاطر الإنسان دون حركة حتى لسانه داخل فمه أم ماذا بالضبط؟ هل هذا وسواس طلاق يعني أنا عندي وسواس الطلاق فقط غير باقي الموسوين فانا أختلف عنهم في أنني عندي أمنية الطلاق ودائما أتخيل أنني قد انفصلت عن زوجتي وبعدها أتخيل أنني أتشاجر مع أهلي وقول لهم إنني لا أريد الزواج ثانية. فهل يترتب على ذلك شيء مع العلم أنني أكلم نفسي بهذا الخصوص، ومع العلم أنني لا أريد أن تحرم علي زوجتي لأنني عارف نفسي أنني لا أستطيع الانفصال مع وجود الأمنية. فأريد فتوى لشيء حصل معي وما سيحصل معي لأنني كثير السرحان والكلام مع نفسي في كل شيء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكل ما ذكرته أيها السائل في سؤالك لا يعدو أن يكون من أثر الوسواس القهري، ولا يترتب عليه حكم شرعي ومجرد وجود أمنية الطلاق لديك لا يجعل الكناية طلاقا بل لا يقع الطلاق بالكناية إلا بنية إيقاعه بهذا اللفظ على ما بيناه في الفتويين التاليتين: 64146، 36978، وأنت تذكر أنك لا تريد بهذه الألفاظ فراق زوجتك وهذا يجعلها لغوا لا أثر لها.

والظاهر من حديثك أنك مصاب بوسوسة في أمر الطلاق ونذكرك بان أنفع علاج لمثل هذه الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها لأن تتبعها سبب لتمكنها ورسوخها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 3086.

وراجع الكلام عن حقيقة حديث النفس وحكم وقوع الطلاق به في الفتاوى التالية: 12380، 20822، 73873.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني