السؤال
أرجو من فضيلتكم توضيح المقصود بعبارة: فإن كنتم ـ لا بُدّ ـ فاعلين، فجنبوه النساء ـ والتي رُويت عن الخليفة: يزيد بن الوليد ـ مخاطبًا بني أميّة بقوله: يا بني أمية: إياكم والغناء، فإنه يُنقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر، فإن كنتم لا بُدّ فاعلين، فجنبوه النساء، إن الغناء داعية الزنا.
راوه البيهقي في شعب الإيمان.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمقصود من هذا الأثر: ذم الغناء وسماعه، لعموم الرجال والنساء، لكنه أكثر ذما وأشد خطراً على النساء وذلك لسرعة انفعالهن به أكثر من الرجال، وقد عقد الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه: إغاثة اللهفان ـ فصلاً عن تسمية الغناء: رقية الزنا، وأورد فيه هذا الأثر وغيره، ثم قال: ولا ريب أن كل غيور يجنب أهله سماع الغناء كما يجنبهن أسباب الريب، ومن طرق أهله إلى سماع رقية الزنا فهو أعلم بالإثم الذي يستحقه، ومن الأمر المعلوم عند القوم: أن المرأة إذا استصعبت على الرجل اجتهد أن يسمعها صوت الغناء فحينئذ تعطي الليان، وهذا، لأن المرأة سريعة الانفعال للأصوات جداً، فإذا كان الصوت بالغناء صار انفعالها من وجهين: من جهة الصوت ومن جهة معناه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأنجشة حاديه: يا أنجشة رويدك رفقاً بالقوارير: يعني النساء. انتهى.
وقد ذكرنا حكم الغناء في كثير من الفتاوى، فانظر منها الفتوى رقم: 46392.
والله أعلم.