الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأعمال الصالحة تغني عن الحجاب الكامل

السؤال

أنا ولله الحمد أصلي وملتزمة وأغض بصرى، وأحاول اجتناب النميمة والغيبة، وأخاف من الكذب، وأراعي ربي فى كل ما أقول، وبالرغم أني وحدي أحاول أن أصلح من حولي حتى يعينوني على الالتزام، حيث إن قليلا ممن حولي سواء بالبيت أو الأصدقاء من هو ملتزم، وبجد أدعو الله كثيراً أن يرزقني الصحبة الصالحة لأني قليلة العلاقات مع الناس، وقليلا ما أذهب إلى كليتي، ولكن مشكلتي الوحيدة التي أقصر فيها هي مظهري حيث أرتدي الحجاب ولله الحمد، ولكنه غير شرعي أي ليس بجلباب فضفاض.. هل أعمالي لن تقبل وهل الله غاضب علي.. أفكر كثيراً وأخاف، وهذا الخوف يدخل فى صلاتي، وفى كل عملي حتى وأنا أقرأ القرآن أخاف سوء الخاتمة جداً.. هل هذه وساوس أم أنه غضب، فأرجوكم ساعدوني أنا أحاول والله، ادعوا لي بالهداية، أريد أن أرتاح وأشعر بالطمأنينة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فقد أوجب الله سبحانه على المرأة الحجاب الشرعي وفرضه عليها فرضاً متحتماً لا يسعها تركه ولا التفريط فيه، ولا يكون اللباس شرعياً إلا إذا استوفى شروطاً ومواصفات سبق بيانها في الفتوى رقم: 6745، والفتوى رقم: 13452.

فالواجب عليك أن تسارعي بامتثال أمر الله سبحانه بالحجاب، ولا شك أن ما تقومين به من الأعمال الصالحة أمر حسن جميل ولكنه لا يغني عن الحجاب، ومن ظن أنه بكثرة صلاته وصيامه يسعه ترك الحجاب فهو خاطئ آثم جاهل؛ لأن الحجاب فرض من الله على المرأة شأنه شأن سائر الواجبات... ولكن نحذرك أن يستزلك الشيطان فتتركي ما أنت عليه من الأعمال الصالحة بسبب تفريطك في الحجاب، فهذا لا يجوز وهو من تلبيس الشيطان على كثير من الناس، فإن الطاعات الواجبة لا يجوز للمكلف تركها بحال ما دام قادراً عليها، فبادري -رحمك الله- إلى لبس الحجاب الشرعي، وداومي على ما أنت عليه من الصلاة وغض البصر وترك سائر المنكرات، فإن الصلاة وكثرة ذكر الله حصن حصين من الوقوع في حرمات الله، قال سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ {العنكبوت:45}، جاء في تفسير البغوي: وقال عطاء في قوله: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ. من أن تبقى معه معصية. انتهى.

وجاء في الحديث أن يحيى بن زكريا عليه السلام قال لبني إسرائيل: وآمركم بذكر الله كثيراً، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره، فأتى حصنا حصينا، فأحرز نفسه فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله تعالى. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.. واعلمي أن من ثمرات الحسنة حسنة أخرى مصداقاً لقوله تعالى: وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ {الشورى:23}، جاء في تفسر ابن كثير: وقال بعض السلف: إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن جزاء السيئة السيئة بعدها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني