الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشرف على فندق فدعوه على الغداء فقبل فما حكمه

السؤال

أعمل بوظيفة حكومية من متطلباتها المرور علي الفنادق السياحية وتلقي الشكاوى البيئية والتحقق منها والمساعدة في حلها إذا كانت تستدعي التدخل من الوزارة مثل التلوث بالزيت البترولي، وفي إطار تلك المقدمة أثناء زيارة لأحد الفنادق للتحقق من شكوي بوجود تلوث بترولي علي شاطئ الفندق وبعد المرور تبين وجود بقع خفيفة من الزيت والتي لا تستدعي التدخل والتي يمكن إزلتها يدويا، وبعد الانتهاء من المعاينة وتقديم الرأي صمم مسؤول القرية السياحية علي تناول الغداء معهم بالمطعم وقد تم بذل جهدا كبيرا في إزالته في رأيه، ولكنه رفض وصمم علي تناول الغداء معه وقد كنت أنا وزميل لي والسائق. وبعد طول مناقشة وافقنا علي تناول الأكل معه. فهل تناول الأكل والغداء في مثل تلك الحالة يعد من الغلول الذي وصفه الرسول صلي الله علية وسلم: (هلا جلس أحدكم في بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدى إليه شيء) وأن هدايا العمال غلول؟ وماذا أفعل إن كان ما فعلته من تناول الأكل من الغلول؟أفيدونا أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان للسائل الكريم أن يقبل هذه الدعوة، ولا أن يطعم من هذا الطعام، وذلك لسببين:

ـ الأول: ما ذكره السائل، فهذا الطعام لا يخرج عن معنى الهدية، وبيان ذلك أنه لا فرق بين الأكل عند صاحب هذا المكان وبين تعبئته لك ودفعه إليك لتذهب به. ومن المعلوم أنه لم يدعك إلى هذا الطعام إلا لأجل وظيفتك، وهذه هي حقيقة هدايا العمال. وراجع في ذلك الفتويين: 109649، 8321.

ـ الثاني: أن مثل هذه الأماكن غالبا ما ترتبط بالمنكرات والآثام، والتكسب من هذه السبل لا يجوز شرعا، فالشبهة في حل هذا الطعام قائمة، وراجع لبيان ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 20169، 54504، 54828.

ولا يخفى أنه لا يمكن رد هذه الهدية بعد أكلها، فالذي ننصحك به أن تدفع لهذا الرجل قيمة هذا الطعام، فإن في ذلك ـ بجانب علاج ما وقع من خطأ ـ تعليما عمليا له بحرمة دفع الهدايا للعمال. فإن لم يتيسر ذلك فتصدق بقيمته تطهيرا لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني