الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تطلب المرأة الطلاق من الزوج المقصر أم تصبر عليه

السؤال

شكرا على الموقع حيث إنه ساعدني شخصيا في تجاوز الكثير من المشاكل الدنيوية وتوجيه نفسي أكثر للعمل على الآخرة.
سؤالي وتعقيبا على الفتوى رقم 133411 فانا زوجي لا يقوم لصلاة الصبح في حين أبذل جهدي لكي أقوم في أغلب الأحيان، وهو يرى أن لا مانع إذا قضى الصلاة حين يستيقظ هذا أولا، ثانيا: لا يدفع زكاة ماله لأنه يعتبر أنه مدخر لشراء بيت، وهناك العديد من المخالفات الأخرى، أنصحه أحيانا ولكنه يعتبر كلامي عن هذا الموضوع يسبب له صداعا(أصبح زوجة متذمرة بنظره ) ولا يريد أن يسمع لذلك في الفترة الأخيرة، بدأت أركز على أولادي فقط، وأخذت حسبي الله فيه، كيف للزوجة أن تتعامل مع زوجها المقصر، علما ومنذ حوالي 3 سنوات أنا أعمل وأنفق على البيت وهو لا، هو يبحث عن عمل لكن لم يوفق للآن.
هل يجب على الزوجة طلب الطلاق ؟أم الحل الوحيد هو الصبر على الزوج المقصر؟ مع العلم أني أخشى على أولادي الصغار(5 سنوات و3 سنوات) من أبيهم فهم يحبونه وأخشى أن يصبح قدوتهم، فأنا أريد أن يحفظوا ولو اليسير من القرآن، ولكنه لا يساعدني ولا يعتبر الأمر ضروريا من اساسه، ولا أريد أن أشتكي لأهله مع أن معظمهم ذوو دين؛ لأنه سوف يغضب غضبا شديدا من بوح مشاكلنا للأقارب. لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا في خدمة دينه ونشر دعوته، وأن يرزقنا الإخلاص. ونسأله سبحانه أن يصلح لك زوجك وأن يقر به عينك.

فقد علمت من الفتوى المشار إليها خطورة التفريط في القيام لصلاة الفجر، فإذا كان زوجك على هذا الحال من التفريط فلا شك أنه فاعل لمنكر عظيم. وإذا انضم إلى ذلك امتناعه عن إخراج الزكاة من المال الذي يدخره لشراء بيت كان إثمه أعظم، فإن المال المدخر إذا بلغ نصابا وحال عليه الحول وجبت فيه الزكاة. وراجعي الفتوى رقم: 12422.

فالذي نرشدك إليه هو الصبر عليه ومناصحته بأسلوب حسن، وأن تبيني له وجوب المحافظة على الصلاة في وقتها، وفضيلة صلاة الفجر خاصة، ويمكنك الاستعانة في ذلك بالفتوى رقم: 2444. ويمكنك أيضا إطلاعه على الفتوى المشار إليها سابقا فيما يتعلق بزكاة المال المدخر.

وأما بالنسبة لطلب الطلاق فإذا كانت الزوجة متضررة من رقة دين زوجها فيجوز لها طلب الطلاق ولو في مقابل عوض تدفعه إلى زوجها كما بينا بالفتوى رقم: 70723. ولكننا لا ننصح بالتعجل إلى الطلاق حتى تعمل الزوجة على استجلاب كافة وسائل الحل الممكنة، وتستخير في أمر الطلاق، وتستشير العقلاء من أقاربها أو غيرهم، فقد لا تكون المصلحة دائما في الطلاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني