السؤال
هناك مسجد يقيم الصلوات الخمسة جميعها كل يوم ولكن لا تخطب فيه الجمعة، هل يأخذ حكم المسجد من صلاة تحية مسجد وغيرها أم يعتبر مصلى فقط، وما الفرق بين المسجد الجامع والمسجد والمصلى؟ وما الفرق بين المسجد والمصلى؟ وما الأحكام التي تختلف فيه المصليات عن المساجد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا فرق بين المسجد الذي تقام فيه الجمعة وبين المسجد الذي لا تقام فيه الجمعة من حيث مشروعية تحية المسجد، فيشرع للداخل لهما أن يصلي ركعتين قبل أن يجلس لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. متفق عليه.
والمسجد كما جاء في الفتوى رقم: 1319 من فتاوى اللجنة الدائمة موضع السجود، وشرعاً: كل ما أعد ليؤدي فيه المسلمون الصلوات الخمس جماعة. انتهى. وهذا يشمل ما تقام فيه الجمعة وما تقام فيه الصلوات الخمس فقط، وقد كانت المساجد كثيرة في المدينة زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الجمعة تقام في مسجده عليه الصلاة والسلام، وأما الفرق بين المسجد وبين المصلى، فالمصلى في عرف الناس أعم من المسجد، والمصليات المخصصة للصلاة في أماكن العمل والدوائر الحكومية وغيرها، والفرق بين هذه وبين المسجد أن المسجد وقفت أرضه للمسجد، وتلك المصليات لم توقف أرضها، والغالب أنها لا تقام فيها الصلوات الخمس كلها، وهي لا تأخذ حكم المسجد من حيث حرمة مكث الحائض والجنب فيها وصلاة ركعتين عند الدخول، قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع: وأما المصليات فلا تدخل في هذا، كما لو نشد الضالة في مصلى في دائرة من الدوائر فلا حرج عليه، لأن هذا المصلى ليس مسجداً، ولهذا لا يصح فيه الاعتكاف، وليس له تحية مسجد، ولا يحرم على الجنب المكث فيه، ولا على الحائض فهو بمنزلة مصلى الإنسان في بيته... انتهى.
وقال أيضاً: ومثل ذلك المصليات التي تكون في مكاتب الأعمال الحكومية لا يثبت لها حكم المسجد، وكذلك مصليات النساء في مدارس البنات لا يعتبر لها حكم المسجد، لأنها ليست مساجد حقيقة، ولا حكماً.. انتهى. وانظر لذلك الفتوى رقم: 31325، والفتوى رقم: 118815.
والله أعلم.