السؤال
عندي سؤال يقلقنى جدا وأفكر فيه منذ مدة:
منذ سنة تقريبا كنت راكبا السيارة مع ابن خالي فأوقفها على جانب الطريق ليطالع شيئا ما في محل من المحلات، وانتظرته في السيارة، وأثناء انتظاري لقيت طفلا اقترب من السيارة و معه قطعه قماش لينظف السيارة، ويأخذ جنيها مثلا عليها، فالطبيعي أن الناس تشير إليه: لا، شكرا فلا يغسلها، أو يغسلها ويأخذ الأجر. ولكني ما أدري ما الذي جعلني أتركه يغسلها؟ ورفضت أعطيه أي أجر الحجة التي كانت في بالى ساعتها أن ينتهي عن فرض خدماته على الناس. بعد كذا شهر فكرت في الموضوع ثانية وأحس أني ظلمته وأني سلبته حقه والمفروض أني كنت أعطيه أجره أو كنت أمنعه من الأول.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمعروف عرفا كالمشروط شرطا، وقد فهمنا من السؤال أن العرف قد جرى في مثل هذه الحال في بلد السائل أن صاحب السيارة إن لم يشر لمثل هذا الطفل بالكف عن التنظيف، فهذا يعني الإذن له بهذا العمل، مقابل ما تعارف الناس عليه من الأجرة.
فإن كان كذلك، فقد استحق هذا الطفل الأجرة التي جرى بها العرف على هذا العمل، وامتناع السائل إن كان هو صاحب السيارة أو أوهم الطفل بالعمل بعد ذلك عن إعطائه يعد نوعا من الظلم وأكل الحقوق، فعليه أن يتوب إلى الله، ومن جملة شروط التوبة هنا رد الحق لصاحبه، فإن لم يكن ذلك ممكنا كما يشير إليه السائل، فعليه أن يتصدق بهذا المبلغ عنه، كما سبق بيانه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 23040، 18969، 133417.
والله أعلم.