السؤال
أنا شاب مسلم مقيم ببلد إسلامي ومتزوج من امراة عربية مسلمة ولدي أطفال. قبل ثلاثة أعوام تعرفت على امرأة أوروبية من أصل فلبيني متزوجة ولديها أطفال، مقيمة في بلد أوروبي ولكنها على خلاف زوجي وانفصال للبدء بإجراءات الطلاق من الزوج السابق.
اتفقنا على الزواج لاحقا، وكان بيننا علاقة بالاتصال من خلال الانترنت وبعض اللقاءات، خلالها تحدثنا مطولا عن الإسلام، وأخذت تظهر رغبتها بالدخول بالإسلام وترك ديانتها الكاثوليكية، بعد ذلك قامت بالدخول بالإسلام من غير ضغط مني، ومع مرور الوقت قمنا بالزواج الشرعي بأحد المساجد في أوروبا، وبعدها تمت عملية الدخول، ولكن لعدم مقدرة أي منا على تغيير مكان الإقامة بسبب التزامها القانوني نحو أطفالها فقد التزمنا بالبقاء على اتصال غير منقطع خلال اليوم من خلال الوسائل التكنولوجية بحيث يتم حديثنا معا على مدار الساعة، خلافا لسفري المتكرر للإقامة معها كل شهر أو شهرين.
مع ازدياد التملك نتيجة الزواج فقد طغى علي الجانب الإسلامي في رغبتي أن تقوم بعملية تغيير سريعة لكسب رضا الله مما أدى إلى كثرة المناوشات والمشاكل، وحتى بدأت تظهر عصبيتها وعدم رضاها عن نوعية وسرعة التغيير الذي قمت بوصفه لها للتمسك بشرع الله. وكون المسافة وطرق الاتصال عن بعد بيننا وطريقتها المتأثرة بالغرب للتعامل مع الزوج، فقد زادت أمور الخلاف واحتدت المشاكسات والآلام حيث يجمعنا حب ومودة لا توصفان، فنحن نثور بحساسية زائدة خلال النقاش. فقد بدأت تتذمر مني ولا تجيب اتصالاتي الهاتفية بها مما زادني ألما.
ومع ازدياد اللوعة والآلام والخوف عليها من عدم الإسراع إلى الله، وخاصة أنها ما زالت تعيش في بلد غربي، وأنا لست على مقربة دائمة منها، فقد زادت المشاكسات و المشاكل وطلبها الطلاق ليس رغبة بالطلاق بل طريقة طفولية استفزازية لإظهار عدم الرضا من أجل أن أتفهم عدم مقدرتها على الإسراع لشرع الله، وذلك بالطريقة التي أراها أنسب من وجهة نظر إسلامية، وبعدها أصبحت ردود الأفعال هذه بشكل شبه يومي وزادت نسبة عدم التفاهم، وقد قامت في بعض الأحيان بردود فعل غير مناسبة لشخصي ظنا منها أنني أشككك في أخلاقها خلال حديثي عن الغرب من منظور الإسلام وإخبارها عن دناءة أخلاق الأوروبيين في ثقافتهم التي تنكر ولا تخاف الله.
وقامت بإظهار أنها لا تريدني مما أدى في ليلة من الليالي وعبر الرسائل الهاتفية على طلب الطلاق للتهديد، وليس بداعي الطلاق مما دعاني رغم رفضي وعدم نيتي للطلاق، ولكن تحت النعاس والآلام ألنفسية وبمحاولة مني لردعها عن هذه التصرفات اللامسؤولة نحو الله والزوج، فقد قمت ومن خلال رسائل الهاتف ببعث رسالة مفادها أنني وعدم رغبتي بالطلاق وعدم رضائي لكني فعلت ذلك بسبب ضغطها وبعدها ذلك قمت بإرسال بريد الكتروني للشيخ الذي قام بكتابة عقد زواجنا أؤكد أنني ضد الطلاق، ولكن نتيجة إلحاحها فقد أقمت الطلاق. خلال هذه الحادثه كنت شديد الحرص على أن لا أتفوه بلفظ الطلاق علنيا أبدا لقناعتي ورغبتي الشديدتين بعدم التطليق.
مباشرة وبعد هذه الحادثة بساعات قليلة أصررت عليها بالإرجاع وقمت بذلك بشكل سريع، بدأ يظهر لي عدم معرفتي بالطلاق الشرعي، وجهلها التام بمعناه وشروطه وجديته حيث إنها لم تغير أسلوبها المستهزئ في ردود الأفعال، واستمر ذلك رغم تحذيري الدائم لها مما دفعني لعمل خطه رادعة من خلال تطليق عبر البريد الالكتروني متبوع بمخابرة عبر الهاتف لتأكيد عملية الطلاق.
ولكن بعض شيء من الحديث أخبرتها بحقيقة نواياي، وأن ذلك الطلاق رغم جديته إلا أنه كان بداعي أن أردعها حتى تتمكن من التفهم لتصبح تتعامل معي ومع زواجنا بطريقه أكثر جدية، وأن تعي تصرفاتها نحوي وقمت بعملية الإرجاع.
على ما يبدو أنها لم تتفهم حقيقة جدية الطلاق بالإسلام حيث إنه عقد مع الله وليس من خلال المحاكم المدنية، فقد استمرت مغلقة التفكير حتى أن وصلت في إحدى الليالي إلى حالة هستيرية بداخلي لعدم طاعتها لي بالرد على مخابرتي الهاتفية ولفترة طويلة من إلحاحي وتهديدي لها، لكنها أصرت على التحدي وأجابت بشكل استهزائي مستفز مما دفعني إلى التطليق، ولكن حدث التطليق بعد طهر حدث به جماع.
وبناء على فتوى سابقة أن حادثة الطلاق الأول لاغية لعدم وجود النية، وعدم التلفظ بالطلاق، فقد قمت بالإرجاع، ولعدم معرفتها التامة بأصول الزواج، فقد استمرت بتهديدي الشفهي خلال أي مشاجرة بيننا بأنها سوف لا تهتم لشعوري وسوف تقوم بالتزين والخروج، مع العلم أنها نقية ولا تقوم بأخطاء، ولكن تتفوه بكلام غير مسؤول لتثير أعصابي بطريقة الغرب في مواجهة الزوج مما دفعني إلى التطليق.
والآن أنا أشعر بألم شديد وندم، أريد إرجاعها، ألمي الشديد لها وخوفي على مستقبلها، ولندمي نحو الله أنني طلقتها وهي بأشد الحاجه لي بحياتها الإسلامية.
هل من الممكن إرجاعها حيث إن الحالة الثانية تمت بطهر تم به جماع؟