الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوج هو المرجع في تحديد درجة غضبه وقت تلفظه بالطلاق

السؤال

أنا زوجي طلقني من شدة الغضب لأنني بصراحة معترفة أني أوصلته لهذه الحالة، فبينما كنا في السيارة ضربته على بطنه ويده ورأسه وقفاه بقوة، وجرحته بأظافري وخرج منه دم، وشديت
شعره وكنت أسبه وأشتمه بالسيارة هذا كله من فقدان الوعي وأنا مغضبة وعصبية، وزوجي لم يتحمل هذا الأمر وقال لي طالق من كثر غضبه الشديد وعصبيته لما فعلته به، وبعد ما قال لي طالق صدم ودهش من هذه الكلمة لم يتوقع أن تخرج من لسانه لكن خرجت منه في لحظة غضب شديدة، وقرأت بالانترنت كثيرا عن طلاق الغضبان وأهم 3 حالات وزوجي كان من الحالة الوسطى بعد ما قرأتها وفهمتها ونحن لم نكن نفكر بالطلاق نهائيا ولا كانت بيننا مشاكل فجأة حدث ما حدث، وخرجت هذه الكلمة هل تحسب طلقة أم لا تحسب وأنا أوضحت لكم أنه كان بحالة الغضب الوسطى التي لم تبلغ الغاية لكنه لا يملك نفسه ولكن يتصور ويدري ما يقول وشيء ضغط عليه مثل أفعالي وسبي له ونطق بالكلمة مثل الشيء الذي غصبه وأجبره على نطق الكلمة. أرجو إني وضحت حالتي لكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الطلاق لا يقع غالبا إلا في حال الغضب، ولذا فالأصل وقوع طلاق الغضبان ما لم يصل به الغضب إلى حد لا يعي فيه ما يقول، فحينئذ لا يقع طلاقه. ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا طلاق في إغلاق. رواه أبو داود.

وزوجك هو الذي يحدد الحالة التي كان عليها حين تلفظه بالطلاق وهو مسؤول عن ذلك أمام الله تعالى.وعلى افتراض وقوع الطلاق لكون الزوج يعي ما يقول وغير فاقد لوعيه فله أن يراجعك بدون عقد ولا مهر ما دامت العدة لم تنته بعد، وما دام هذا هو الطلاق الأول أو الثاني.

وننبه إلى الحذر من الغضب فإنه مدخل خطير للشيطان على نفس الإنسان، وقد يستغله ليفسد ما بين الزوج وزوجته، وهذا من أحب الأمور إلى إبليس، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت" قال الأعمش أراه قال:" فيلتزمه".

وتصرفك مع زوجك بما ذكرت من ضربك له واعتدائك عليه أمر خطير وفيه إساءة بالغة، وتفريط ونشوز ومعصية لله تعالى تجب التوبة منها والاعتذار للزوج. ولكن إن حدث ذلك منك من غير إرادة واختيار بسبب الغضب نرجو أن لا يكون عليك فيه إثم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني