السؤال
أرجو سرعة الرد أنا فى ضيق شديد، أنا لم أكن أعرف الفرق بين المذي والمني، والإفرزات الطبيعية. أنا فتاة بكر، فإذا وجدت شيئا من تلك الافرازات كنت أتوضأ للصلاة فقط ولم أكن أعرف إذا كانت الإفرازات صفراء فهي مني يجب الغسل منها أو بيضاء فهي مذي يجب رشها بقليل من الماء للطهارة منها حيث إني أخجل من سؤال أمي بشدة، حيث إني أعاني من مشاكل في الهرمونات وأستخدم علاجا هرمونيا، بدأ بعد استعماله ظهور تلك الإفرازات التى حسبتها طبيعية وتعاني منها كل البنات أو انها عرق، وبالصدفة سمعت حديثا للرسول عليه الصلاة والسلام اليوم، وعند بحثي عرفت ماذا أفعل. المشكلة الآن أني أبكي بشدة لأني أشعر أن صلاتي كل هذه الفترة غير صحيحة، ولا أدري ماذا أفعل ولا عدد الصلوات التي صليتها و أنا أحسب أني طاهرة، وفى بعض الأحيان أصلي خارج المنزل حين يحل موعد الصلاة، ومن الممكن أن أرى هذه الإفرازات في وقت لاحق من اليوم التي أعرف فيه أنها مذي في أغلب الاحيان. الآن ماذا أفعل هل يسامحني الله بجهلى علما أني عند ما عرفت قرأت وعلمت الآن ماذا أفعل، ولكن ما مصير صلاتي الفائتة وإذا لم يكن هناك إفرازات وبعد الصلاة وجدتها هل أعيد الصلاة مرة أخرى وأخشى من أن ينتابني وسواس وشك دائم فى وضوئى. أرجوكم الهم والحزن يعتصر قلبي أرجو المساعدة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحن ننصحك أولا بالاجتهاد في تعلم ما يلزمك معرفته من أحكام الدين لتزول عنك هذه الحيرة ويرتفع عنك ذلك القلق، كما نوصيك بألا تفتحي على نفسك باب الوسوسة فإن ذلك من أعظم جوالب الشر وأسباب العناء.
واعلمي أن المني الموجب للغسل له خاصيتان يعرف بهما كما قال العلماء، إحداهما: رائحته المشبهة لرائحة مني الرجل الذي رائحته كرائحة طلع النخل أو رائحة العجين، والثانية: التلذذ بخروجه وفتور الشهوة عقب خروجه، وانظري لبيان ذلك الفتوى رقم: 131658.
وأما المذي فإنه رقيق أبيض يخرج عند التفكير بالجماع أو عند الملاعبة ونحو ذلك، وقد لا يشعر بخروجه.
فإذا حصل لك اليقين بأن ما خرج منك هو المني الموجب للغسل فقد وجب عليك الاغتسال، وإن لم يحصل لك اليقين بذلك فلا غسل عليك.
وإذا شككت في الخارج منك هل هو مني أو مذي ففي ذلك خلاف للعلماء انظري لمعرفته الفتوى رقم: 118810، والأرفق بك هو العمل بقول الشافعية وأن تتخيري بينهما، وانظري الفتوى رقم: 64005.
وما لم يعرف كونه منيا أو مذيا فهو المعروف عند العلماء برطوبات الفرج، وهي طاهرة على الراجح ولكنها ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928.
ثم إذا كانت هذه الرطوبات تخرج باستمرار بحيث لا تجدين زمنا في أثناء وقت الصلاة يتسع لفعلها بطهارة صحيحة فحكمك حكم المستحاضة وصاحب السلس، فتتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل. وانظري لبيان ضابط الإصابة بالسلس الفتوى رقم: 119395.
وأما إذا لم تكوني مصابة بسلس هذه الإفرازات فإن خروجها منك يبطل الوضوء على الراجح، فلو خرج منك شيء منها في أثناء الصلاة وجب عليك إعادتها، وأما ما مضى، فإن تحققت وحصل لك اليقين بأنك تركت الغسل حيث وجب عليك أو تركت الوضوء حيث كان لازما لك فعليك أن تتحري عدد الصلوات التي صليتها على الحال المذكور وتقومين بقضائها حسب استطاعتك. وانظري لبيان كيفية القضاء الفتوى رقم: 70806، ويرى بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية أنك تعذرين بجهلك بالحكم ولا يلزمك القضاء، وانظري الفتوى رقم: 109981، ورقم: 125226، ولا حرج عليك في الأخذ بقوله رحمه الله لقوة مأخذه ولأنه الأرفق بك وإن كان القول الأول هو الأحوط والأبرا للذمة.
والله أعلم.