الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعله زوجك معك ليس من الدين في شيء

السؤال

أنا متزوجة منذ 3 سنوات ولدي 2 أولاد، بدأت أصلي أنا وزوجي من أول شهرين من العرس، وكنت كل ما اقتربت منه أوحتى ألمس بلوزتة يقهر ويذهب للوضوء، حتى أمام الناس يصرخ بوجهي بأنني أفسدت وضوءه. طال الوقت حتى سئمت ولم أعد أصلي ومرت الايام ونحن في مشاكل. (يقول لي : لا تقتربي مني فأنا على وضوء)الخ... أخذ الشيطان يوسوس لي وأصبحت أفكر بأني حيوان نجس يخاف أن يقترب منه، وصار بيننا جفاء تام ونحن لم ننه السنة الرابعة من الزواج وأفكر بالابتعاد عنه لأنني يئست من دنيتي كلها، تعبت. ماذا أفعل الإسلام يسر وليس عسرا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يسع مسلما يؤمن بالله واليوم الآخر أن يترك الصلاة بحال من الأحوال فإن الصلاة هي عماد الدين ولا حظ في الإسلام لمن ضيعها. ومن هنا تعلمين أيتها السائلة أنه لا عذر لك في ترك الصلاة بحال من الأحوال.

أما ما يفعله زوجك معك فهو جهل وتنطع ليس من الدين في شيء, فإن المسلم لا ينجس بحال من الأحوال ولو كان جنبا أو متنجس الثياب أو امرأة حائضا ودليل ذلك ما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب، قال أبو هريرة: فانخنست منه فذهبت فاغتسلت، ثم جئت فقال أين كنت يا أبا هريرة؟ قال: كنت جنباً فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: سبحان الله!! إن المسلم -وفي رواية المؤمن- لا ينجس.

وروى مسلم من حديث عائشة قالت: كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله ـ أي الإناء ـ النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيَّ فيشرب، وأتعرق العرق ـ وهو العظم الذي عليه بقية لحم ـ وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ.

وأما انتقاض الوضوء بملامسة الرجل أهله فهو محل خلاف بين أهل العلم, وقد سبق بيانه في الفتوى رقم:41160. وبينا أن الراجح عدم النقض مطلقا ما لم يخرج شيء، وبناء على ما رجحناه فلمس الرجل أي عضو من أعضاء زوجته سوى الفرج غير ناقض للوضوء ما لم يخرج منه شيء.

فعليك أن تعلمي زوجك بهذه الأحكام وتخبريه أن ما يصنعه تكلف وتنطع وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون. أخرجه مسلم في صحيحه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني