السؤال
أردت خطبة فتاة وتعرفت على أخيها وطرحت عليه الفكرة فلم يعارض ورحب بذلك وبعد مدة كذب عليه أحد أقاربه كذبة عني وأراد بها إحداث فتنة بيني وبينه حتى يبعدني عن الفتاة لأنه هو يريدها وهي لا تريده وهي موافقة على ارتباطي بها فأغاظ ردها هذا القريب وقرر تحطيمي وتحطيمها وزرع الفتنة بيني وبين صديقي؟
وفعلا نجح في هذا والكذبة التي كذبها أنا عندي كيف أرد عليها لكن إن رددت عنها سوف أضره وأضر غيره؟
والمشكلة أن صاحبي حامل لكتاب الله وصدق هذه الكذبة ولم يتذكر كلام الله الذي يقول في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم: يأيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين. أريد فتوى تحل هذه المشكلة لأني لم أعد أعرف كيف أتصرف؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الواقع ما ذكرت من أن هذا الرجل قد كذب عليك ليحدث فتنة بينك وبين أخي هذه الفتاة فإنه قد أساء إساءة عظيمة، وهو بذلك قد جمع بين البهتان والنميمة، وكلا الأمرين من كبائر الذنوب. وراجع الفتويين: 25548 ، 135498.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن كان أخو زوجتك قد صدق هذا الرجل فيما أتى به عنك من خبر من غير تثبت فهو مخالف لما أمر به الشرع من وجوب التثبت في الأخبار.
فالواجب على كل منهما التوبة إلى الله تعالى مما اقترف.
ولا ندري ماهية الضرر الذي ذكرت أنه يمكن أن يلحق هذا الرجل أو يلحق غيره إن رددت على كذبه، ولكن الذي يمكننا قوله هو أن من حقك أن تدافع عن نفسك وتبين الحقيقة، ولكن لا يجوز لك أن تفتري عليه كما افترى عليك، وانظر الفتوى رقم: 98673، والفتوى رقم: 73835.
وكذلك لا يجوز لك أن تفعل ما يضر بغيره ممن لا علاقة له بالموضوع أصلا، فلا تزر وازرة وزر أخرى.
والله أعلم.