السؤال
سؤل هو أني أعتكف على حفظ القرآن الكريم، والحمد الله رزقني الله سهولة في حفظه، ولكني أعاني من ضعف الإيمان وفتور في الخوف من الله، وما زلت أذهب إلى مركز تحفيظ القرآن.
والسؤال هنا: هل صحيح أن القرآن في حالتي هذه يكون حجة علي لأني لم أتبع ما جاء فيه، وأشعر أن كل حرف أكتبه سيكون عذابا لي وليس شافعا لي. فهل أترك حفظه أم ماذا مع أني أتعب في حفظه بسبب العمل متأخرا في الليل، ولا أنام إلا ساعة أحيانا، وأصلى الفجر في جماعة بعدها أذهب إلى المركز للحفظ مباشرة بعد الصلاة. أفتوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أعظم ما يتقرب به المسلم إلى الله تبارك وتعالى هو حفظ كتابه العظيم، وأهم مشروع ينجزه المسلم في حياته هو حفظ كتاب الله تعالى.
ولذلك فإن اعتكافك على حفظ كتاب الله تعالى يعتبر عملا جليلا تشكر عليه وتؤجر إن شاء الله تعالى، وما تقول إنك تعانيه من الفتور وضعف الإيمان لا ينبغي أن يثني عزيمتك أو يضعف من إرادتك فهو شيء طبيعي يجده كل الناس، ومن يريد إنجاز مشروع كبير كهذا فإنه يحتاج إلى شيء من العزم والصبر والجد والاجتهاد..
وكون القرآن حجة لصاحبه أو عليه فهذا صحيح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- كما رواه مسلم وغيره، ولكن ذلك لا يعني التثبيط أو ترك حفظ كتاب الله بحجة الخوف من أن يكون حجة على حافظه، فلو كان الأمر كذلك لما حفظه الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح، ولكنه يعني الترغيب في التمسك به واتباع تعاليمه وآدابه، والتحذير من الإعراض عنه وهجرانه ومخالفة أوامره.
فامض في طريقك ولا تترك حفظ القرآن فإنه وسام شرفك في هذه الحياة ونجاتك فيما بعدها، وما تشعر به من أن كل حرف تكتبه منه سيكون عذابا لك ليس بصحيح، إنما ذلك من وساوس الشيطان وكيده ليحرمك به من هذا الخير العظيم.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 27201،109751، 56170، 62200، 54579.
والله أعلم.