السؤال
لدي صديقة تدرس معي في الجامعة، ولكنها ليست ملتزمة، تعرفت عليها في السنة الجامعية الأولى، فلمست فيها طيبة القلب وكانت تصلي، ولكنها غير محجبة فرحت أدعوها إلى الحجاب، وكنت أغتنم اللحظات التي تكون فيها هادئة وأروي لها موقفا من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم أو موقفا للصحابة وأمدح بعض شيوخ عصرنا لأحبب إليها الاستماع للدروس، وكنت بين الحين والآخر أعطيها درسا لشيخ من الشيوخ، وكنت حذرة في انتقاء الدرس، وكانت تقتنع يوما بعد يوم، واشترت ملابس بأكمام طويلة كبداية، وعندما وصلنا إلى نهاية السنة الدراسية قالت بإنها سترتدي الحجاب في الإجازة الصيفية وبقينا على اتصال هاتفي، ومن ثم انقطعت عني، وعندما التقينا في السنة الموالية وجدتها قد عادت إلى ما كانت عليه فلم أخاطبها في الأمر، ولم أهتم وأردت أن أستميلها كالعادة تدريجيا، ولكنني وجدت بأنها أصبحت تنفر مني وترفض الكلام في أي موضوع عن الدين وعن الحجاب، فالتزمت الصمت ولم أبد لها استيائي، ثم وجدت بأنها تعرفت على صديقات جدد وكن بعيدات كل البعد عن الالتزام ـ أسأل الله أن يهديني وإياهن إلى الحق ـ فالتزمت الصمت ولم أبد رأيي فيهن، لأنها كانت ستعتبرها نقدا لها هي قبل أن يكون لهن، وذات مرة حدثتني بأن شابا يريد أن يتعرف عليها وأن صديقة من صديقاتها الجديدات عرفتها عليه، وهنا لم أتمالك نفسي وقلت لها بأن تبتعد عن تلك الفتاة، ولكنها رفضت ومنذ ذلك اليوم أصبحت تتجاهلني وتكلمني ببرود فتجاهلت الأمر، وحاولت أن أكون عادية، واستمررت على ذلك الحال، حتى جاءتني يوما وهي تبتسم وكأن شيئا لم يحدث، ثم عرفت منها أنها تأكدت من أن ذلك الشاب لا يريد إلا اللهو وأنها لن تخاطبه ثانية، ولكنني لاحظت بعد فترة أنها أصبحت توجه لي الانتقادات بأسلوب جارح ـ نوعا ما ـ وتحاول أن تبين أنني على خطإ وتنتقد مثلا عدم موافقتي مصادقة الشبان بدعوى الأخوة، وأنا لم أعد أستطيع تحمل تصرفاتها، ثم إنني أحسست أنني فقدت بعض مبادئي التي لم أكن أتنازل عنها قبل ذلك وقرأت قول الله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً.
فأحسست أنني إن بقيت على علاقة بها سأخسر الكثير، فهل يجوز لي أن أقطع علاقتي بها؟ علما بأنني أخاف أن يكون هذا سببا لازدياد كرهها للملتزمين ولإبعادها عن الاسلام.