السؤال
أسألكم بالله العظيم أن تنقذوني مما أنا فيه حتى لا أرتكب معصية، فانا تزوجت من رجل سليط اللسان ولا يناديني إلا بالشتائم والسباب، وكثيرا جدا يسب الدين والدنيا، ولا يرضيه إلا إهانتي لأهلي، وقد تحدثت معه مليون مرة بالحسنى والحديث والقرآن فلم يرجع عما يفعله، حتى إن طلب كوبا من الماء يطلبه بالشتائم. وللأسف هذا هو الزواج الثاني لي ولا أعرف إن طلبت الطلاق للمرة الثانية فأشعر أن الله سيغضب مني غضبا شديدا، وأنا الحمد لله ملتزمة جدا، ولا اترك فرضا، وأدعو الله له كثيرا أن يهديه. فماذا أفعل؟ بالله عليكم أن تردوا عليه سريعا لأنني أشعر بالانهيار.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكرت عن زوجك هذا إساءته من جهتين:
الجهة الأولى: إساءته في حق الله تعالى بسب الدين، وهذا منكر عظيم، بل وكفر بالله رب العالمين وردة عن دين الإسلام. فمثل هذا الزوج لا يؤسف على فراقه، ولا يجوز للمسلمة تمكينه من نفسها إن ثبت سبه للدين على الوجه الذي يكفر صاحبه، فإن تاب وعاد إلى الإسلام قبل انتهاء عدتك منه فالعصمة باقية والزوجية مستمرة، لأن الصحيح من أقوال أهل العلم أن الفرقة بين الزوجين إذا ارتد أحدهما تتوقف على انقضاء العدة. وللمزيد راجعي الفتوى رقم: 25611.
الجهة الثانية: إساءته في حقك بسبك وشتمك وإهانة أهلك، وفي هذا سوء خلق وإساءة عشرة، والزوج مأمور شرعا بحسن الخلق مع زوجته وإحسان معاشرتها، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}
وروى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. وراجعي الفتوى رقم: 116273والفتوى رقم: 137699.
ومثل هذا الزوج، على فرض عدم ردته، فمن حق الزوجة أن تطلب منه الطلاق، فسب الزوجة وسب أهلها مما يسوغ لها طلب الطلاق كما ذكر الفقهاء، ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 114647.
والخلاصة أنه لا داعي للخوف من غضب الله عليك إذا طلبت الطلاق إذا كان الأمر على ما ذكرت؛ لأنه إما واجب وإما جائز.
والله أعلم.