السؤال
تزوجت منذ أكثر من عامين، وتعرضت في هذه الفترة ـ وخاصة في العام الأول ـ إلى كثير من المشاكل والخصومات مع زوجتي وكنت كثيرا ما أجد نفسي قد وقعت في كناية الطلاق كقولي: ما عدت أريد العيش معك ـ اذهبي إلى بيت أبيك ـ لا يمكننا البقاء مع بعض ـ مع العلم أنني لا أتذكر نيتي حينها، وهل نويت الطلاق أم لا؟ كما أنني غير قادر على حصر عدد المرات التي استعملت فيها الكنايات، أو عدد النوايا، وتجدر الإشارة إلى أنني غالبا ما أشك في طهارتي، ووضوئي، وصلاتي، غير أنني اليوم أشعر بخوف شديد من أنني قد طلقت فعلا وأنني ربما قد تعديت الحدود مرتين وقد تراخيت في اتخاذ قراري بالطلاق وتأجيله في كل مناسبة، أو لم أجد الشجاعة الكافية، أو هو ضعف في الإيمان وتفريط في حدود الله.
علما بأنني لا أقرب زوجتي منذ ثلاثة أشهر، وفي وسط ما كان من الخصومات قلت في سري: يا رب لا تحسب علي الطلاق إلا إذا طلقها القاضي في المحكمة.
أفيدونا أفادكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكنايات الطلاق لا يقع بها الطلاق من غير نية، وإذا شك الإنسان هل نوى الطلاق، أو لم ينوه، لم يقع الطلاق بذلك لأن الأصل يقين الزواج، فلا يزول بالشك، قال ابن قدامة: وإذا لم يدر أطلق أم لا؟ فلا يزول يقين النكاح بشك الطلاق.
أما سؤالك الله تعالى أن لا يقع طلاقك إلا إذا كان أمام القاضي: فلا ينفعك ذلك، فإنك إذا تلفظت بالطلاق مختارا مدركاً لما تقول يقع الطلاق على زوجتك.
لكن، اعلم أن الطلاق الذي يصدر من الموسوس بسبب الوسوسة لا يقع ـ ولو كان صريحاً ـ ما دام مغلوباً عليه وانظر في ذلك الفتوى رقم: 56096.
والذي ننصحك به أن تعرض عن هذه الوساوس جملة وتفصيلاً، ومما يعينك على ذلك: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653 103404، 97944 3086، 51601.
ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات النفسية بالموقع، لمزيد من الفائدة.
والله أعلم.