السؤال
سؤالي الأول: هو أن أم زوجتي تضع في يدها خيطا أسود، وقد نصحتها كثيراً بأن هذا يعتبر شركاً، وهي تكرهني مع أنها تقرأ القرآن وتدوام على الاستغفار، ومع ذلك تثير الفتنة والمشاكل، وهي كثيراً ما تتسبب في مشاكل كثيرة لجهلها في الدين وتعندها وتسببها في المشاكل بيني وبين زوجتي المطيعة لي، علماً بأن الله رزقنا بمولود جديد، ولكن هي لا تكف عن مضايقة زوجتي ومضايقتي حيث إنها مريضة من فترة طويلة، ولكن عند تقدمي للزواج بها لم يتم شرح المرض بشكل صحيح وإخفاء الكثير عنها، وقد لاحظت أنها تعاني من مرض الصرع وضيق التنفس وفقر الدم وآلام حادة في الظهر، وهي تحتاج للعلاج الدائم والراحة.
وقد نصحني الأطباء بتقليل المشاكل والتوتر العائلي، لكن أمها مع ذلك كله تتسبب في المشاكل الكثيرة التي لا حصر لها، مع أنني مرتاح لزوجتي وأحبها مع مرضها ولا أريد البعد عنها، ولكن تعلقها بأمها يجعلني أفكر بالطلاق منها. فأفيدوني أفادكم الله؟ وأشكر لكم رحابة صدوركم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت هذه المرأة تلبس هذا الخيط من أجل دفع البلاء ونحو ذلك، فإن هذا لا يجوز وهو من جنس تعليق التمائم، فينبغي أن تنصح هذه المرأة ويبين لها حكم هذا الأمر بأسلوب طيب، ولو كان هذا النصح ممن يرجى أن تقبل قوله لكان أفضل، وينبغي أن تنصح أيضاً فيما يتعلق بما ذكر عنها من إثارة الفتنة والمشاكل إن ثبت ذلك عنها، فيبين لها خطورة هذا الأمر، وأن الشرع حريص على تأليف القلوب وإشاعة المودة لا إثارة الفتنة، وأن حصول مثل هذا بين الأقارب والأصهار أشد نكراً وأعظم إثماً.
وأما تعلق زوجتك بأمها فهذا أمر طبيعي، فهي أم مهما فعلت ما فعلت، وبرها واجب على ابنتها، وإن أساءت، فهي لا تؤاخذ بذلك إن لم يترتب عليه تقصير في حقك كزوج، وراجع الفتوى رقم: 104477، فلا ينبغي أن تطلق زوجتك لمجرد ما ذكرت من تعلقها بأمها خاصة وأنك قد ذكرت أنها مطيعة وأنك مرتاح لها وتحبها.
واعلم أنه لا يجب إخبار الخاطب بكل مرض تكون المخطوبة مصابة به، وإنما يجب الإخبار بالمرض الذي يؤثر على الحياة الزوجية؛ كأن يضر بالزوج أو يمنع من استمتاعه أو تحصل به النفرة ونحو ذلك، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 65919، 53843، 10711.
والله أعلم.