السؤال
أرجو منكم الإجابة على سؤالى بالله عليكم، لأنني أعيش في حيرة وعذاب شديد منذ عدة سنوات: فأثناء مناقشة أحد الموضوعات لا أتذكره الآن تلفظت ـ بدون قصد وبطريقة عفوية ولم أفكر فيها قبل أن أقولها ـ وهي كلمة غير لائقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن أن يعتبرها البعض سبا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش في عذاب نفسي رهيب وألم يعتصر صدري بشدة وهم وكرب، لأنني أعلم أن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر، ومن فترة لأخرى أقوم بصلاة ركعتين بنية الدخول في الإسلام فيستريح صدرى لفترة، ثم بعد فترة أعيش في عذاب نفسي جديد وألم يعتصر صدرى وتراودني أحاديث وتحدثني نفسي وتقول لي إنك غير مسلم، لأنك تفوهت في يوم من الأيام بكلمة غير لائقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقوم مرة أخرى بصلاة ركعتين بنية الدخول في الإسلام وهكذا، منذ عدة سنوات، فماذا أفعل؟ وما الحكم الشرعى في ذلك؟ مع العلم أنني قلتها بطريقة عفوية ولم أفكر فيها جيدا قبل أن أقولها، فهل أستغفر الله ـ فقط؟ أم أصلى ركعتين بنية الدخول في الإسلام ولا ألتفت إلى أحاديث النفس السيئة؟.أجيبوني بالله عليكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه الكلمة التي قالها السائل دون قصد منذ عدة سنوات ـ !! ـ ولا يتذكرها الآن، والتي يمكن أن يعتبرها البعض سبا نقول: ويمكن أن لا يعتبرها البعض الآخر سبا !! وإن كان غيرها أفضل وأسلم منها.
وعلى ذلك، فيكفي السائل أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه، وأن يحفظ لسانه إلا من خير في ما يستقبل من حياته، ثم ليعلم أن الحكم بالكفر ليس بالأمر الهين، وقد سبق أن بينا ضوابط التكفير وخطر الكلام فيه وأن من ثبت إسلامه بيقين لا يزول إسلامه بالشك، وأنه ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 721، 106396 53835.
والحال التي يشكو منها السائل لا نظنها إلا من وسوسة الشيطان، فإنه حريص على كل ما من شأنه أن يُحزِن ابن آدم، كما قال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
{ المجادلة: 10}.
فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأعرض عن هذه الوساوس بالكلية وأبشر وطب نفسا، واطرح عن نفسك هذا العناء، وأقبل على طاعة الله واجتهد في تحصيل مرضاته.
والله أعلم.