السؤال
في المجتمع الذي أعيش فيه سلوك غريب سيء منتشر بين الناس منذ عقود أو ربما قرون، وهو إسناد الولاية في الأسرة للأم وليس الأب، وتورث الولاية من أنثى إلى أنثى من جيل إلى جيل، عانيت كثيرا من هذا النظام المختل الذي يحميه ويقوم عليه ذكور ويدافعون عنه بشراسة، وعندي فيه خبرة لا بأس بها، وعندي من الإيمان واطمئنان القلب والحمد لله عن الحديث الصحيح "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" ما ليس لغيري، أنا مهتم جدا بهذا الموضوع وأشغل فيه الوقت الكثير في التفكير والمتابعة وأرغب في الإصلاح إذا أراد الله ذلك وخاصة أن هذا النظام لا ينتج رجالا، وأغلب إن لم يكن كل الذكور الذين ولدوا وتربوا فيه عندهم عقدة نقص في الرجولة مزمنة، يقومون بمحاولة تعويضها بفرض سلطات غير شرعية على الآخرين في الشارع والعمل، إما باستخدام المنصب أو المال أوالدين، ويسعون جاهدين في تحطيم جوهر ومظهر أي سلوك رجولي لأي شخص يقع تحت أيديهم، ولا أريد الكلام عن نشوز النساء في هذا النظام.
سؤالي: في علمي أن الولاية والاهتمام ببنائها هو من الشؤون الدنيوية، قال تعالى "وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا" وأخشى أن يلهيني هذا الموضوع فيكون همي الدنيا فقط لا غير، ولكن عندما أرى الآثار المدمرة لهذا الخلل المصادم للفطرة وفساد الحال الدنيوي، أقول إني أستطيع الإصلاح بنية "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ"، لذلك هل من نصيحة وإرشاد وتوصية في السؤال والموضوع؟ ولا أريد أن أغفل عن ذكر شيء هام وهو أن من أتباع هذا النظام مؤمنين وصالحين وقافين عند الحدود، واستشهادا بالأية "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ"، فهم مؤمنون ولكن ليسوا برجال، والرجولة مهمة للدين والدنيا. أعرف أن الدليل من القرآن على أن الولاية للرجل في الأسرة هو قوله تعالى "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء" ومن السنة "وأطاعت بعلها"، ولكني بعد كل هذا صرت متأكدا أن الدرجة المذكورة في سورة البقرة "وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ"، هي درجة الولاية والله أعلم؟
وجزاكم الله خيرا.