الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مجرد التهديد بالطلاق لا أثر له

السؤال

متزوج منذ30 سنة ولدي 4 من الأبناء، وسبق أن طلقت زوجتي مرتين، ومنذ حوالي عشرة أشهر حدث خلاف كبير مع ابني الأكبر ووقفت أمه معه فى مواجهتي، ولما ازداد النقاش الحاد طلبت منها ألا تتدخل فرفضت فقلت لها اسكتي أحسن ما أطلقك وكان قصدي التهديد فقط حتى تسكت وحتى لا يزداد الخلاف، فلم تسكت ولم أطلقها وسكت أنا، فهل هذا التهديد يعتبر طلاقا رغم عدم التطلق وبقينا متخاصمين داخل البيت الواحد لمدة أربعة أشهر ثم تصالحنا واستمرت الحياة، فما الحكم في ذلك وبعد ذلك ومنذ 3 أسابيع توفي ابني الثالث البار بنا عن 21 عاما إثر حادث سيارة بمصر فهل وفاته يرحمه الله تكون عقابا أو أي شيء من ذلك أجيبونا مشكورين؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقولك لزوجتك (اسكتي أحسن ما أطلقك) لا يترتب عليه وقوع طلاق وإنما يفيد التهديد والوعيد كما ذكرت، وبالتالي فزوجتك باقية في عصمتك كما كانت، وابتعد عن الإقدام على ألفاظ الطلاق مستقبلاً فتندم حين لا ينفع الندم.

وبخصوص وفاة ابنك -رحمه الله تعالى- فإنه أمر قد كتبه الله وقدره، فكل إنسان له أجل محدود لا يزيد عنه ولا ينقص عنه، قال الله تعالى: وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا {المنافقون11}، وقال تعالى: فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ {الأعراف: 34}، وفي الحديث المتفق عليه: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد.

وأما السؤال عما إذا كان ذلك عقاباً من الله أم لا؟ فإنا لا نستطيع الجواب عنه، لأنه من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله، وعلى أية حال فإن المؤمن لا يصيبه إلا خير، سواء كان ما يسر فيشكر له، أو كان ما يضر فيصبر عليه، وراجع في هذا الفتوى رقم: 97744.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني