السؤال
أخي تزوج امرأة غير صالحة وأعني بأنها غير صالحة ـ أنها أغوت أخي وهي متزوجة ولديها 4 أطفال واستمرت علاقتها به إلى أن طلبت الطلاق من زوجها وتزوجت من أخي ـ أي أنها كانت على علاقة مع أخي وهي متزوجة، فهي لم تصن زوجها الأول وما إلى ذلك من تبعات وأبي نصحه وقال له إن لم تترك هذه المرأة سوف أغضب عليك أنا وأمك ولم يكترث لأبي ولا لأمي ولا حتى للتقاليد والدين والأعراف، أغوته وتزوجها وأبي وأمي متألمان من هذا الموضوع، علماً بأنه الابن الذكر الوحيد لنا وهو الكبير، فما العمل؟ الرجاء أفيدوناكيف نتصرف معه؟ وهذه المسألة أصبحت بها نسب واختلاط دماء بالإضافة إلى أنه تزوجها وحملت اسمه وهي غير صالحة وخوفنا من المجهول وكيف نرده إلى الدين والصواب لا نعلم تكلمنا معه لسنوات فترك البيت واشترى بيتا خاصا له ولها.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الحال كما ذكرت من إقامة أخيك علاقة مع تلك المرأة حتى سعت في طلاقها من زوجها وتزوجها رغم نهي والديه له عن هذا الزواج، فقد ارتكب معصية عظيمة بعلاقته بتلك المرأة أولاً وبمخالفة والديه وتخبيب المرأة على زوجها، وهو من كبائر المحرمات، بل ذهب بعض العلماء إلى بطلان زواج من خبب امرأة على زوجها ثم تزوجها، لكن الجمهور على عدم بطلان نكاحه، وانظري لذلك الفتوى رقم: 7895.
فإن كانت هذه المرأة بعد أن حصل منها ما حصل قد تابت مما اقترفت وظهرت عليها علامات الاستقامة، فلا ينبغي لكم أمره بطلاقها، وأما إن كانت غير صالحة فعليكم نصح أخيكم بالسعي في استصلاحها والقيام بواجب القوامة عليها، فإن لم يفد معها ذلك وظهرت عليها ريبة فينبغي أن يطلقها حينئذ، وعلى كل حال ينبغي أن تنصحوا هذا الأخ بالتوبة وتعينوه على تقوى الله، ويمكنكم أن تستعينوا على ذلك ببعض الصلحاء من الأقارب أو غيرهم، كما يمكنكم تشجيعه على مصاحبة الصالحين وسماع الدروس والمواعظ النافعة مع كثرة الدعاء له بالهداية ولا سيما من والديه، فإن دعوتهما له من الدعوات المستجابة.
والله أعلم.