الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوجة سيئة الخلق للزوج طلاقها وله إمساكها حتى تفتدي منه بمال

السؤال

أنا متزوج منذ 17 سنة وعندي ولد و بنت. لم أبخل على زوجتي في كل شيء. أودعت باسمها في البنك 25000جنيه و اشتريت لها ذهبا غير الشبكة بحوالي 75000جنيه. طوال هذا العمر كنا نعيش في شقتنا التي أجرتها واشتريت كل المنقولات والأجهزة الكهربائية ما عدا الصالون فقط، والد زوجتي هو الذي اشتراه.كنت أعاملها بكل حب وبالشرع والدين .والدها فرق في المعاملة بينها وبين أخواتها البنات الأربعة عند ما أعطى كل بنت شقة كاملة التشطيب بمنزله وأخذ مني أنا 60000جنيه ثمن تشطيب شقة زوجتي التي هي ابنته حيث قالت لي إنه سيرجع لي هذا المبلغ بعد أن يبيع و يؤجر بعض الممتلكات الخاصة به لأنه ميسور الحال، ووافقت على ذلك بسلامة نية.وبعد أن انتقلنا للشقة الجديدة في منزل عائلتها منذ 5 سنوات تغيرت تماما وأصبحت تسيء معاملتي وترفع صوتها وتهجرني فى الفراش . شكوتها لوالدها قبل وفاته العام قبل الماضي ولم تتعظ .هجرتها في الفراش لنشوزها لم يهمها ذلك وظلت 45 يوماعلى عنادها وكنت صابرا من أجل الأولاد. حياتي جحيم لا يطاق أسبوع نتصالح وشهور خصام ونكد وكل حقوقي الزوجية مهملة. شكوتها مرات كثيرة لوالدتها وأخواتها البنات ولم يفلحن في إصلاحها.بل هددتها بتركها فما كان منها إلا أن طردتني من الشقة وقالت بالحرف الواحد لم أعد أريدك والمؤخر لا أريده وال25000جنيه هدية ملك وخذ ملابسك وكل متعلقاتك ولا تعد مرة أخرى .حدث ذلك منذ 4شهور .قلت لوالدتها كرامتي لم تعد تتحمل أي شيء ولن أعود إليها مهما فعلت.الآن قلت لهم تعيد لي فلوس الشقة بالإضافة لما قالته زوجتي عندما أخرجتني من الشقة ولكنهم رفضوا ذلك بل تمادوا وقالوا ليس لك شيء. وهي لم تطردك بالرغم من وجود أخواتها البنات لحظة طردها لي ومحاولتهن منعها من ذلك وشتمتهن و طردتهن أيضا. الآن هي لا تريد الطلاق و لا الخلع حتى لا تفتدى نفسها وتريد الوضع أن يبقى كما هو وأنا أنفق على أولادي وأنا بعيد عنهم بعد أن أخذت كل شيء أو أمل أنا وأطلقها بعد نشوزها فلا تضطر هي لإرجاع حقوقي.فهل هذا يرضى الله؟ وما هو التصرف الأمثل في مثل حالتي مع استحالة عودتي إليها بعد الذي فعلته معي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإجابة على سؤالك تقتضي التنبيه على عدة أمور وتفصيل ذلك كما يلي:

1ـ ما أقدمت عليه زوجتك من إساءة معاملتك وتضييع الحقوق الزوجية وطردك كلها أمور محرمة وبذلك يثبت نشوزها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 4373 ، والفتوى رقم:21691

2ـ جميع ما أهديتَه لها من مبلغ نقدي وذهب يصير ملكا لها إذا حازته حيازة شرعية، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 58686.

3ـ بالنسبة لأثاث البيت فقد سبق تفصيل حكمه في الفتوى رقم: 30662.

4ـ لا يجوز لأبيها ما أقدم عليه من عدم التسوية بين بناته في الهبة لأن الراجح وجوب ذلك كما سبق في الفتوى رقم: 133718.

5ـ المبلغ الذي أخذه والد زوجتك يعتبر دينا عليه وبالتالي فلك المطالبة به وأخذه من تركته، ولا يحق لك المطالبة بالشقة التي تسكنها زوجتك لأنها إما أن تكون من تركته أبيها أو هبة منه لها

6ـ الظاهر أنما وهبته لك من مؤخر المهر والمبلغ المودع في البنك تقصد منه أن تطلقها ولا تعود لشقتها.

7ـ ينبغي أن يتدخل بعض العقلاء من الأهل أو غيرهم من ذوي الدين للإصلاح بينك وبين زوجتك، فإن لم يفد ذلك فأنت الآن مخير بين أمرين:

- لك أن تمتنع عن طلاقها حتى تفتدي منك بمال تتفقان عليه ولو زاد على ما دفعته لها من مهر وغيره، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 143445.

-لك أن تقدم على طلاقها بدون مقابل إن رأيت المصلحة في ذلك، فعليك أن تستخير الله تعالى وتكثر من الدعاء والتضرع إليه أن يوفقك إلى ما فيه الخير والرشاد، ووازن بين المصالح والمفاسد ثم استشر من تثق بدينه وورعه ونصحه وعقله وتجربته فقد قيل: ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.

وقد علمتَ ما في المسألة من تعقيد ونزاع فلأجل ذلك لا يمكن الحسم فيها عن طريق فتوى مبنية على سؤال أحد طرفي النزاع فيتعين إذا رفع الأمر لمحكمة شرعية للنظر في تفاصيلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني