الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترتدي المسلمة ما يستر البدن ولا يصفه بدون أي اعتبارات أخرى

السؤال

السؤال متعلق بالجلباب والحجاب الشرعي: أولا قرأت عن الجلباب ومواصفاته، غير أنني أرتدي مجرد درع وخمار، حيث إن الخمار ليس بالطويل جدا فهو عبارة عن إيشارب أسدل طرفا منه على صدري فهو من الأمام يصل إلى بطني، لكنه من الوراء قصير، وذلك لسببين: أولهما رفض الوالدين وتثبيط الأهل حتى لا ألبس الجلباب، أو الخمار الطويل إلى الركبة مثلا، لكن مع ذلك بالنسبة لي ليس هو السبب الرئيسي، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنما ما يمنعني هو أنني فتاة في 21 من عمري وجسمي هزيل نحيف، ولتفصيل أكثر حتى تجيبوني إن شاء الله ـ الطول 152، والوزن 45 ـ فأنا ليست لي مفاتن، بل ويكاد الذي يراني يظنني في 14 من عمري، فهل الدرع والخمار يفيان بالغرض؟ أم أنه يجب علي إضافة الجلباب؟ فأنا أرى أن ارتداء الجلباب خصوصا مع انتقادات الأهل والأصدقاء إذا قلت برغبتي في ارتداء الجلباب قلت ارتداء الجلباب بالنسبة لي كعدمه، فلا مفاتن لي ظاهرة، أم أنه يجب علي ارتداء الجلباب، أو الخمار الطويل حتى لا يظهر حجم الكتفين حتى مع حالتي؟ علما بأن كتفي صغيرتان أيضا، بل حين ارتديت الجلباب في البيت لم يكد يظهر أن لي كتفان من هزالهما فأنا محتارة وأرغب في ارتدائه، لأنني اقتنعت بما قرأت من روايات وأحاديث، بل يكفي أنه لباس أمهاتنا ـ رضي الله عنهن ـ لكنني خائفة من أن ارتدائي له لن يكون له داع، وبهذه الحالة إذا ارتديته فسوف يكون منظري بشعا، مع العلم أنني لو كنت رأيت أنه هو الأستر لي ـ كما أرى أنه الأستر بالنسبة للبعض ـ لما فكرت في مسألة شكلي، لكن الجسم نحيل هزيل فلم الجلباب؟ وسأبدو كنقطة صغيرة تمشي، أسألكم بالله إن قرأتم السؤال أن تجيبوني، لأنني محتارة، مع العلم أنني والحمد لله همي الآخرة وهمي ديني وطلب العلم، فهل يجب علي الجلباب حتى مع جسمي الصغير؟ أحسن الله إليكم المهم أنني أردت إيصال ما أريد قوله بشكل، أو بآخر، لأنني أريد إما أن أكتفي بحجابي هذا ـ درع وخماري الخفيف ـ أو أقتنع بالجلباب لأرتديه لوجه الله وإذا أكدتم لي حكمه فسوف أواجه من يقول إن حجابي كاف بالحجة والدليل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله عز وجل أن يجزي الأخت السائلة خيرا على حرصها على ارتداء لباس المسلمة الشرعي، وقد سبق أن أوضحنا الشروط التي يجب توفرها في لباس المرأة المسلمة في الفتويين رقم: 6745، ورقم:19184.

فعليها أن تلتزم بما تراه مناسبا لها مما تتوفر فيه شروط لباس المسلمة ولا يثنيها عن ذلك اعتراض الوالدين لأن طاعة الله مقدمة على طاعتهما وعلى طاعة غيرهما وليس لها عذر في عدم تقبل اللباس الشرعي من المحيطين بها ولا نحافتها ولا غيرها مما ذكر في السؤال، بل لا بد من ارتداء ما يستر البدن ولا يصفه، سواء كان جلبابا، أو غيره، فإن الله سبحانه وتعالى أوجب على المسلمة ستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين ففيهما الخلاف مع الاتفاق على وجوب سترهما عند خوف الفتنة.

وينبغي للمسلمة أن تستحي من ربها فتمتثل أمره وتعتز بدينها ولباسها الشرعي بدلا من أن تخجل منه، أو تستجيب لمن يشجعها على ارتداء الملابس الضيقة التي تتنافى مع مكانة المسلمة وحشمتها وكرامتها، وقد سبق أن بينا الحكم الشرعي فيما لو اعترض الوالدان على النقاب في جواب سابق برقم:20352.

وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 120708 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني