السؤال
قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ --الأنعام الآية 50
"قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ "قرأيت تفسير هذه الجملة من الآيه إن الأعمى هو الكافر و البصير هو المؤمن .لكن في الحقيقة جاء في بالي تفسير آخر. الآية هنا ترد على الآيه التي قبلها على المكذبين بآيات الله. وطبعا مكذبين بالغيب. و تصف الرسول أنه لا يعلم إلا ما علمه الله من الغيب. فمثلا هل ممكن ربنا يكون يقول أنا لن أطلعكم على الغيب لكن سأعطيكم مثالا يفحمكم . و هو الأعمى الذي بالنسبة له الرؤية غيب لأنه لم يخض تجربة أن يرى شيئا. فمهما وصفت له الأشياء فلن يصل لصورة بعينها .. و بعد كده يقول أفلا تتفكرون فى الفرق بين البصير الذي يرى والأعمى الذي لا يرى و ابتلاه ربنا بالعمى حتى تتفكروا .. هذا مجرد اجتهاد و الله أعلم .. بس لقيت الآية تلح علي .. فقت أسأل أهل الذكر .. و آسف لو كنت أطلت عليكم .. شكرا أرجوكم الرد على البريد الخاص بي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت أيها الأخ السائل في عدم تفسير كتاب الله تعالى برأيك حتى ترجع إلى ما قاله أهل العلم وهذا هو الواجب، إذ من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ وإن وافق الصواب .
وأما عن معنى الآية فقد شبه الله تعالى الكافر بالأعمى بجامع عدم الاهتداء إلى وضع الشيء في موضعه، ولا يظهر أن ذلك في خصوص علم الغيب .
قال ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير : قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ {الأنعام : 50}. هذا ختام للمجادلة معهم وتذييل للكلام المفتتح بقوله : قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ {الأنعام: 50}. أي قل لهم هذا التذييل عقب ذلك الاستدلال . وشبهت حالة من لا يفقه الأدلة ولا يفكك بين المعاني المتشابهة بحالة الأعمى الذي لا يعرف أين يقصد ولا أين يضع قدمه . وشبهت حالة من يميز الحقائق ولا يلتبس عليه بعضها ببعض بحالة القوي البصر حيث لا تختلط عليه الأشباح . وهذا تمثيل لحال المشركين في فساد الوضع لأدلتهم وعقم أقيستهم , ولحال المؤمنين بها والحال المطلوبة منهم التي نفروا منها ليعلموا أي الحالين أولى بالتخلق .
وقال الألوسي في روح المعاني : قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ. أي الضال والمهتدي على الإطلاق أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ والاستفهام إنكاري والمراد إنكار استواء من لا يعلم ما ذكر من الحقائق ومن يعلمها مع الإشعار بكمال ظهورها والتنفير عن الضلال والترغيب في الاهتداء وتكرير الأمر لتثبيت التبكيت وتأكيد الإلزام أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ .
والله أعلم.