الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العفو عن المغتاب هل يعد استحلالا للحرام

السؤال

اغتابني ناس أعرفهم، فبلغني أحدهم بذلك، ثم قلت له "براحتهم" فأصابتني وسوسة بسبب ردي، لا أدري هل قصدت أني عفوت عنهم أو أني وقعت في استحلال شيء محرم.هل علي أن أعرض عن هذا التفكير؟ أو ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا داعي للتفكير في قولك هذا ، وعليك أن تعرض عن هذا النوع من التفكير حتى لا يجرك إلى الوسواس الذي هو من مكائد الشيطان، فليس هذا القول من باب استحلال الحرام، وإنما هو من باب عدم اكتراثك أو اهتمامك بما يقولون عنك، أو هو من باب العفو عنهم الذي يعتبر فضيلة من القرب التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، كما قال- سبحانه وتعالى: وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}.

وروى الإمام أحمد وغيره عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بيده فقلت يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال فقال: يا عقبة، صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك" صححه الألباني.

وقد تصدق عتبة بن زيد رضي الله عنه بعرضه على من ظلمه كما في الحديث الشريف وروى عن ابن ضمضم رضي الله عنه مثل ذلك.

وللمزيد من الفائدة عن المسامحة وفضلها وما يجوز منها انظر الفتاوى التالية أرقامها: 52437، 58802، 99127.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني