السؤال
أفيدوني أفادكم الله، إني متزوج من أكثر من عامين، وفي بداية زواجي كانت تحدث بعض المشاكل بيني وبين زوجتي، وكنت أتجنب بشدة كلمة الطلاق، وفي مشكلة ما اشتد بي الغضب لطلبها الطلاق، فقلت لها: أنتِ مش على ذمتي، ولكن لم أقصد بها الطلاق نهائيا، أقسم بالله فأنا أحبها بشدة، ولا أنوي أني أنهي حياتي. ماذا في هذه الجملة؟ مع العلم أنني لم أكن أنوي الطلاق، وماذا عن يمين علي الطلاق الذي ينطق به الشخص سهواً مثل علي الطلاق لن أفعل ذلك ويفعل، ولكن نطق به سهواً، وما دفعني إلى السؤال في ذلك الوقت ما سمعته من أحد الأصدقاء عن أن الطلاق يقع بأي صورة، وأنا أعيش الآن في ظلام، ونفسيتي محطمة. أفيدوني بالله عليكم حتى أستطيع أن أمارس حياتي الطبيعية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا بد من التنبيه أولاً على أن الزوجة لا يجوز لها طلب الطلاق بدون عذر شرعي لثبوت الوعيد الشديد في ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألباني.. والأسباب المبيحة للطلاق سبق بيانها في الفتوى رقم: 116133.
وفي خصوص ما سألت عنه فعبارة (مش على ذمتي) من ألفاظ الكناية، ولا يقع بها الطلاق إلا إذا كنت قصدت بها إيقاعه، وحيث إنك لم تقصد بذلك -كما ذكرت- فليس عليك شيء. ثم إن الطلاق لا يقع إلا عند قصد الزوج إنشاءه بلفظ صريح أو كناية، جاء في شرح الدردير لمختصر خليل المالكي: (وقصد) أي قصد النطق باللفظ الصريح والكناية الظاهرة ولو لم يقصد حل العصمة. انتهى.
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم من حلف بالطلاق سهواً دون أن يشعر. فأجاب: بأنه ما عليه شيء. انتهى.
وراجع المزيد في الفتوى رقم: 142387. ومما ذكر يتبين لك أن حلف الشخص بالطلاق من غير قصد التلفظ به، بل سبق لسانه إليه لا يلزم فيه شيء، وبالتالي فلم يلزم طلاق في الحالتين المذكورتين، وزوجتك باقية في عصمتك، وأبعد عنك ما تشعر به من قلق وشكوك.
والله أعلم.