السؤال
زوجي تركني وسافر للعمل بالخارج، وكان هنا يعمل وأحواله ميسورة والحمد لله، ولكن أحب أن يؤمن مستقبل أولادنا، أنا عندي ثلاثة أولاد ليسوا أطفالا ولكنهم في سن المراهقة، والمشكلة لدي تكمن في غريزتي أريد حقوقي الشرعية التي هي الآن وصلت معي إلى حد المرض، أريد شرع الله والحلال ولم أوافق على سفره وتركني ولكنه أقنعني بمصلحة الأولاد، ولكني أموت كل لحظة أحتاج زوجي فيها ولا أجده معي ولا أريد أن أنظر إلى أي إنسان بأي شهوة وهو يدرك ذلك، أنا صراحة تعبت وأريد منه الرجوع وقد قلت له مراراً وتكراراً ولكن يرفض، وهو يأتي في إجازة لمدة شهر كل عام ولكني أريده معي طوال الوقت ولكنه يقول إنني أنظر إلى مصلحتي فقط وأنا تعبت جداً. فما هو رأي الدين في ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حق الزوجة أن لا يغيب زوجها عنها أكثر من ستة أشهر إلا برضاها، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 10254.
فإن كان زوجك يغيب عنك أكثر من ستة أشهر فمن حقك مطالبته بالعودة إليك كل ستة أشهر، وإن كان يأتيك كل ستة أشهر فقد أدى ما عليه. وينبغي على كل حال أن يراعي الزوج مشاعر زوجته وأن يعمل على إشباع غريزتها، ولا يعاب على الزوجة إن طلبت ما يكون به عفافها وبعدها عن الحرام، ثم إن مصلحة الزوج نفسه ومستقبل أسرته قد تكون في إقامته بين أهله خاصة إن كان له أولاد في سن المراهقة، فقد يخسر هؤلاء الأولاد ولن يصلحهم ما يجمع من أموال ولو كانت قناطير مقنطرة. فنوصيك بالاستمرار في نصحه بأسلوب طيب بأن يأخذكم للإقامة معه حيث يقيم إن أمكن ذلك، أو أن يستقر ويقيم معكم ويرضى بالقليل من أجل مصلحة أسرته، وقد يبارك الله في القليل، والله إن بارك في شيء نفع. ونرشدك بالعمل على اجتناب مثيرات الشهوة والعمل على ما يكسر حدتها من الصوم وصحبة الصالحات، وملء الفراغ بما ينفع من أمر الدنيا والآخرة، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 103381.
والله أعلم.