السؤال
أبي رد على هذا الموضوع للشيخ محمد القديري رئيس الإفتاء في درنة، والمعتاد أن طرفي النزاع في الأسرة ـ وهما الزوج والزوجة ـ عندما يشتد بينهما الخلاف ويبلغ عندهما الغضب أشده حتى يؤدي إلى التفوه بالطلاق الذي ينشأ عنه الفراق ويتشتت أفراد الأسرة بسبب إثارة المشاعر لأسباب قد تكون تافهة تنتهي بالندم والخسران، هنالك تدعو الضرورة إلى الالتجاء إلى أهل الإفتاء الذين قد يتمكنون، أو لا يتمكنون من الوصول إلى مخرج شرعي للإبقاء على كيان الأسرة ووحدتها، خاصة إذا كان الطلاق بائناً بينونة صغرى، أو بينونة كبرى وقد كان الفقهاء أهل الإفتاء يستندون في الحكم على الطلاق البات بعدم وقوعه وذلك بما يقربه الزوج أمامهم من تسرعه بإيقاع الطلاق على زوجته دون سبق إرادة، أو نية، ولا يكون ذلك إلا في حالة الغضب الشديد الذي لا يملك الإنسان فيه نفسه وضبط أعصابه، ولا يدرك الصواب والاعتدال، بهذا التقرير الذي يسمعه المفتي من المطلق يصدر فيها الزوج ثباته واتزانه فيتسرع بإيقاعه على زوجته تحت ظاهرة الإكراه والإغلاق استناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم: لا طلاق في إكراه، وقوله: لا طلاق في إغلاق ـ إذا كان الفقهاء السابقون يستندون في فتاويهم إلى الغضب الشديد، أو الحالة النفسية، أو الُسكر، أو الهذيان بسبب المرض فإن هناك أموراً مستحدثة تلفت نظر الجميع إلى مراعاتها والعمل بما يبدو لأي باحث ودارس لظاهرة الطلاق الذي لم يكن بدافع الزوج، أو الزوجة أصلاً، ولا بإصرار ولا بنية سابقة ولا إرادة، ولكن الحدث مفاجئ غير معتاد فكم من زوجة تقية صوامة قوامة ألحت على زوجها في طلب الطلاق دون أي سبب مبرر، فيضطر الزوج إلى إيقاعه عليها بين الحين والآخر حتى يصل إلى الطلقة المحرمة غير أن بعض الناس قد أدركوا أن هناك إكراهاً وإغلاقاً خفيين فلا بد من الاستعانة بالرُقاة والالتجاء إلى القرآن الكريم لمعرفة هذه الظاهرة ومعالجتها، وفعلاً عندما تكررت وساءت الأحوال في البيوت، كنت من بين المستجيبين لمطالب الأسر منذ ما يقرب خمس عشرة سنة وقد تبين لي من هذه الممارسات أن الطوارق الشيطانية قائمة بدور الشر والدمار للتفريق بين الزوج والزوجة بموجب الإكراه والإغلاق الذين تتعرض لهما النساء بعمل السحر، أو بالمس الشيطاني، ولم يكن هذا الأمر خفياً حتى يؤول بالاضطراب النفساني، أو بالمشكلات العائلية وتراكم مفعولها في نفسية المرأة، أو الرجل وإنما الأمر قد أصبح جلياً، فقد سمع الحاضرون ولا يزالون يسمعون تهديد الطوارق الشيطانية بالقتل والشنق أو بتنفيذ الطلاق، وهذا مما يدعو إلى الالتجاء إلى عرض المسحور، أو الممسوس على القرآن الكريم الذي يهز المصابين حتى تتأثر شياطينهم وتضطر إلى الهبوط والخروج وبطلان السحر وعودة الحياة الطبيعية إلى الأسرة واستقرارها استناداً إلى ما ذكر من مثل هذه الأحداث فإنني ألفت نظر جميع الأزواج إلى التثبت والتروي قبل إيقاع الطلاق وذلك بعقد الجلسات القرآنية التي يحضرها جميع أفراد الأسرة حتى يتم اكتشاف ومعرفة أسباب الطلاق الذي قد يكون تحت ظاهرة الإكراه والإغلاق كما يكون من غير سابق نية، أو إرادة، وسواء كان المكره والمغلق على إدراكه الطبيعي الزوجة وحدها، أو الزوج وحده، أو هما معاً.