الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يصح زواج دون ولي ولا شهود

السؤال

أنا شاب عمري 24، منذ سنتين أحببت بنت خالي، وهي الأخرى أحبتني، واتفقنا على الزواج بعد الدراسة، ولكن في يوم وقفنا نشهد الله على أننا متزوجان، وقالت زوجتك نفسي على سنة الله ورسوله وعلى الصداق المسمى بيننا وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان، وأنا قلت وأنا قبلت، وأعطتها جنيها واحدا كمهر لها.هل هذا زواج صحيح؟ وهل هي زوجتي بالفعل، علما بأننا بالغان، وكنا في كامل قوانا العقلية، وعلما بأننا لم نعاشر بعضا معاشرة الأزواج، ولكن كنا فقط نحب بعضا، وجعلتها تصلي وتقرأ القرآن، وأختار أصحابها الجيدين، وجعلتها تغير ملابسها إلى ملابس متحشمة جدا، وجعلت منها إنسانة صالحة. فهل هذا زواج صحيح؟ وهل هي زوجتي وأنا زوجها بكل معاني الكلمة، علما بأني سأتقدم لها رسميا بعد شهرين؟ أسالكم الدعاء والنصيحة وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فننبه أولا إلى أن ما أقدمت عليه من تبادل الحب مع امرأة أجنبية، أمر لا يقره الشرع وهو منكر شنيع ووسيلة للشر والفساد، بل قد تترتب عليه الفاحشة ـ والعياذ بالله تعالى ـ، ثم إن اتفاقكما على الزواج وقول خطيبتك [ زوجتك نفسي... وقبولك أنت لذلك] لا ينعقد به نكاح.

وما ذكرته من محاولة التأثير عليها بجعلها تلبس لباسا شرعيا وتقرأ القرآن إلى آخره لا يبرر تلك العلاقة المحرمة، بل هو من مكايد الشيطان لتوطيد تلك العلاقة، وليوقعكما فيما يغضب الله تعالى، فبادر بالتوبة إلى الله تعالى، واقطع علاقتك بها فورا فإنها أجنبية منك قبل عقد النكاح. وراجع الفتوى: 76946.

وأخيرا ننبه على أن الإمام أبا حنيفة لا يقول بصحة النكاح في الصورة المذكورة في السؤال، بل يقول بجواز انعقاد النكاح بدون ولي إذا توفرت بقية أركانه الأخرى، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 154241.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني