السؤال
إلى أي حد قد يصبر الإنسان؟ إن زوجي مريض بالسكر والضغط الدموي المرتفع جدا، وقد أصيب بهذا المرض وهو في سن الثلاثينيات، ورغم ذلك ما زال يمارس حياته الاجتماعية بشكل عادي فالحمد لله، للتعريف به فهو رجل مستقيم ونظيف ومتمسك بمبادئه وأخلاقه إلى النخاع وأكثر من طيب كما من عليه الله بالعلم والمعرفة والذكاء، إضافة إلى الدين ويحب أسرته ويضحي من أجلها، وعلاقته مع الناس جيدة فهو متواضع جدا ويساعد كل الناس بدون استثناء، لكن الحال لا تدوم، فقد تحولت حياته إلى مأساة بسبب ظالم متعجرف لا يخاف الله أوقفه عن عمله الذي يكسب منه رزقه، رغم أن هذا الشخص لا يملك هذه الصلاحية المخولة للوزير فقط، وللعلم أن زوجي كان يعمل كمسؤول في إحدى المؤسسات، ولأن هذا الشخص المسؤول أيضا لديه النفوذ والقوة في الوزراة وفي كل جهة، قد حاول هذا الشخص أن يلفق له الكثير من التهم لأنه لم يستطع بعون الله، ولأن زوجي نظيف وشريف ونزيه ومخلص جدا في عمله، والله يشهد له بذلك وجميع العاملين معه، وأنا أسبق الناس بالشهادة له، وقد أوقف زوجي من عمله دون إنذار مسبق وبطريقة مهينة؛ لأنه يرفض التزوير والغش واللعب بالأموال، المهم في كل هذا أننا راضون بحكم الله وهذا الابتلاء، لكن هذا الأمر غير حياتنا حيث إن زوجي أصبح كثير التوتر والقلق والصراخ ويغضب كثيرا مني لأتفه الأسباب ويشعر بالعجز، لأنه لا يستطيع أن يلبي لأولاده ضروريات الحياة، ولا يتحمل أن أصرف على أسرتي، لأنني عاملة ويبقى هو في البيت إضافة إلى ابتعاد الكثير من الناس من حوله وتجنب الحديث معه، لأنه أصبح لا يشغل منصب المسؤول وهذه حال الناس، وأنا لم أفهم شيئا في هذه الحياة لماذا هذا الظالم لم يلق أي عقاب من الله ـ وأستغفر الله من هذا الكلام ـ رغم أنه فضح بين الناس بما كان يمارسه من السرقات والظلم والغش و... وبالدلائل ومازال في منصبه ولم يحركه أي شيء، فأنا يؤلمني حال زوجي كثيرا، وهو في العام الثاني من محنته، وأخاف أن يصيبه مكروه وخاصة أنه مريض، فكم من ليلة بكينا ودعونا الله كثيرا، ونحن دائما نأمل أن يفرجها الله علينا؛ لأن الله وعد بأنه ينصر عبده المظلوم ولو كان كافرا؛ لأنه لا يرضى بالظلم، وأخيرا ادعوا لنا الله عسى أن يتقبل منكم وخاصة ونحن في الشهر المبارك.