الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذر أن يفتح موقعا على الإنترنت ففعل.. هل يجوز أن يبيعه

السؤال

شيخنا الكريم أرجو مساعدتي: قبل 3 سنوات كنا نعيش في فقر شديد جدا، وكنت أحلم أن يكون عندي جهاز لاب توب، ولقد نذرت لله أنه إن رزقني بجهاز لاب توب سأفتح موقعا إسلاميا وسيكون فيه نشر للإسلام ويكون باب لإسلام النصارى، المهم لقد تصدق علي محسن واشتريت الجهاز وفتحت حينها الموقع وهو شغال الآن منذ 3 سنوات والحمدلله، ولقد استفاد منه الكثير من المسلمين، أما عن النصارى فلقد أخبرني عضو أنه بسبب أحد مواضيعي الدعوية التي كنت قد وضعت فيها أحد أرقام الهيئات الإسلامية قام بإرسال رقم أحد غير المسلمين يمكن هندي أو غير ذلك إلى مركز الهيئة ولقد أسلم بسبب موضوعي ولله الحمد.
لكن سيدي إذا بعت الموقع فهل علي شيء؟ وهل إذا لم أستطع أن يسلم النصارى عن طريق موقعي هل علي شيء؟ هل يجب علي الصيام حتى أكفر عن هذا النذر؟
أنا أرغب في بيع الموقع الإسلامي لأنني تعبت نفسيا من إدارته بسبب الصعوبات الشديدة التي وجدتها من عدم وجود مشائخ يساعدونني وعدم وجود مال لتغطية حاجيات الموقع إلى غير ذلك.
فهل علي شيء؟
سيدي وهل يجب علي الصيام حتي يطمئن قلبي؟
وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أمرنا الله تعالى بالوفاء بالنذر فقال تعالى: وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ (الحج:29). وقال تعالى في وصف عباده المؤمنين والثناء عليهم: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (الإنسان:7).
فالنذر يجب الوفاء به على الكيفية التي نذره بها صاحبه، كما سبق بيانه في الفتوى: 114739

فلا يحق لك التصرف في هذا الموقع إلا بالأصلح لأنك نذرتيه لله تعالى فخرج بذلك عن ملكك، فلا يجوز لك بيعه، لكن إذا شق عليك تسييره أو عجزت عنه فعليك أن تدفعيه إلى من يستطيع القيام عليه من المهتمين بهذا الأمر من الأفراد أو الجمعيات أو الجهات الرسمية.
وما دمت قد بذلت ما تستطيعين من أسباب الهداية والدعوة إلى الله تعالى فليس عليك شيء بعد ذلك إذا لم يستجب المدعوون؛ لأن الشرع لا يأمرنا إلا باتخاذ الأسباب، أما النتائج فهي من قدر الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني