الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزوج يصدق في نفي الطلاق إن لم تقم بينة به

السؤال

قلت لزوجي أقسم بالله لو صحيت بنت سأترك البيت فقال لي: لو سبت البيت هتبقى طالق ـ وقصده أن أترك البيت ولا أرجع إليه
وقال لي أيقظي بنتك لتتركي البيت وتبقي طالق فلم أوقظها، فقال لي سيب البيت وأنت طالق فقلت له أنت قلت سيب البيت وأنت طالق، فقال لي لم أقل هكذا، أنا قلت: سيب البيت وتبقي طالق ـ وقال لي قصدي أن أهددك وليس قصدي أن أطلقك لئلا تتركي البيت ياليت الرد ويا ترى هل هذا يمين صريح؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي هنا أن نفرق بين أمرين:

أحدهما: أن الزوج مصدق في نفي الطلاق إن لم تقم بينة به، والأمر الآخر أن الزوجة يجب أن تعتد بالطلاق إذا تيقنت حصوله من زوجها، جاء في مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية صالح: وسألته عن امرأة ادعت أن زوجها طلقها وليس لها بينة وزوجها ينكر ذلك، قال أبي: القول قول الزوج إلا أن تكون لا تشك في طلاقه قد سمعته طلقها ثلاثا فإنه لا يسعها المقام معه وتهرب منه وتفتدي بمالها.

وراجعي الفتوى رقم: 35044.

وعليه، فما دام زوجك قد ذكر أنه لم يتلفظ بصريح الطلاق وأنه إنما توعدك بما قاله ولم يقصد طلاقا، فإنه مصدق في ذلك، وأما أنت فيجب عليك الاعتداد بالطلاق إن تيقنت وقوعه، ولكن إن كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الثانية فمجرد جماعه لك في فترة العدة يعتبر إرجاعا لك ولو لم ينو به الرجعة، وانظري الفتوى رقم: 17506.

أما إذا كانت هذه هي الطلقة الثالثة وكنت متيقنة من نطق زوجك بعبارة: سيبي البيت وأنت طالق ـ فذلك طلاق صريح وفي هذه الحال لا يحل لك البقاء معه ويجب عليك مفارقته ولو بتنازلك عن حقوقك المادية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني